سارت حتى انتهت إلى بلاد حكم بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، فقاتلوهم فظهرت الأزد على حكم. ثم انه بدا لهم الانتقال عن بلادهم فانتقلوا وبقيت طائفة منهم معهم ، ثم أتوا نجران فحاربهم أهلها فنصروا عليهم فأقاموا بنجران ثم رحلوا عنها إلا قوم منهم تخلفوا بها لأسباب دعتهم إلى ذلك فأتوا مكة وأهلها جرهم فنزلوا بطن مر ، وسأل ثعلبة بن عمرو مزيقيا جرهم أن يعطوهم سهل مكة فأبوا ، فقاتلهم حتى غلب على السهل ، ثم أنه والأزد استؤبوا مكانهم ورأوا شدة العيش به فتفرقوا. فأنت طائفة منهم عمان ، وطائفة السراة وطائفة الأنبار والحيرة ، وطائفة الشام ، وأقامت طائفة منهم بمكة ، فقال جذع! كلما صرتم يا معاشر الأزد إلى ناحية انخزعت منكم جماعة يوشك أن تكونوا أذنابا فى العرب ، فسمى من أقام بمكة خزاعة ، وأتى ثعلبة بن عمرو ، مزيقيا وولده ومن تبعه يثرب ، وسكانها اليهود فأقاموا بها خارج المدينة ، ثم انهم عفوا وكثروا وعزوا حتى أخرجوا اليهود منها ودخلوها فنزلت اليهود خارجها ، فالأوس والخزرج ابنا حارثة ابن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر وأمهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو ، ويقال أنها غسانية من الأزد ويقال أنها عذرية ، وكانت للأوس والخزرج قبل الإسلام وقائع وأيام تدربوا فيها بالحروب واعتادوا اللقاء ، حتى شهر بأسهم ، وعرفت نجدتهم ، وذكرت شجاعتهم ، وجل فى قلوب العرب أمرهم ، وهابوا حدهم فامتنعت حوزتهم وعز جارهم ، وذلك لما أراد الله من إعزاز نبيه صلىاللهعليهوسلم وإكرامهم بنصرته ، قالوا ولما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة كتب بينه وبين يهود يثرب كتابا ، وعاهدهم عهدا ، وكان أول من نقض ونكس منهم ، يهود بنى قينقاع ، فاجلاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن المدينة ، وكان أول أرض افتتحها رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرض بنى النضير.