قالوا : وانصرف سعد بعد جلولاء إلى المدائن فصير بها جمعا ، ثم مضى إلى ناحية الحيرة وكانت وقعة جلولاء فى آخر سنة ست عشرة ، قالوا : فأسلم جميل بن بصيهرى دهقان الفلاليج والنهرين وبسطام بن نرسى دهقان بابل وخطرنية والرفيل دهقان العال وفيروز دهقان نهر الملك وكوثى وغيرهم من الدهاقين ، فلم يعرض لهم عمر بن الخطاب ولم يخرج الأرض من أيديهم. وأزال الجزية عن رقابهم.
وحدثني أبو مسعود الكوفي عن عوانة عن أبيه ، قال : وجه سعد بن أبى وقاص هاشم بن عتبة بن أبى وقاص ومعه الأشعث بن قيس الكندي فمر بالراذانات وأتى دقوقا وخانيجار فغلب على ما هناك وفتح جميع كورة بأجرمى ونفذ إلى نحو سن بارما وبوازيج الملك إلى حد شهر زور.
حدثني الحسين بن الأسود ، قال : حدثني يحيى بن آدم ، قال : أخبرنا ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب ، قال : كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص حين فتح السواد : أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء الله عليهم ، فإذا أتاك كتابي فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بخيلهم وركابهم من مال أو كراع فأقسمه بينهم بعد الخمس واترك الأرض والأنهار لعمالها ليكون ذلك فى إعطيات المسلمين فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لمن يبقى بعدهم شيء.
وحدثني الحسين ، قال : حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن عبد الله ابن حازم ، قال : سألت مجاهدا عن أرض السواد ، فقال : لا نشتري ولا تباع ، قال : نقول لأنها فتحت عنوة ولم تقسم فهي لجميع المسلمين.
وحدثني الوليد بن صالح عن الواقدي عن ابن أبى سيرة عن صالح بن كيسان عن سليمان بن يسار ، قال : أقر عمر بن الخطاب السواد لمن فى أصلاب