وتباعد بسببه ما بين أولادهما ، فقال يونس بن حبيب النحوي : أنا أدركت ما بين آل زياد وآل ابن عامر متباعدا.
وحدثني الأثرم عن أبى عبيدة ، قال : قاد أبو موسى الأشعرى نهر الابلة من موضع الأجانة إلى البصرة ، وكان شرب الناس قبل ذلك من مكان يقال له دير قاووس فوهته فى دجلة فوق الأبلة بأربعة فراسخ يجرى فى سباخ لا عمارة على حافاته ، وكانت الأرواح تدفنه ، قال : ولما حفر زياد فيض البصرة بعد فراغه من إصلاح نهر الأبلة قدم ابن عامر من خراسان فلامه ، وقال : أردت أن تذهب بشهرة هذا النهر وذكره ، فتباعد ما بينهما وبين أهلهما بذلك السبب ، وقال أبو عبيدة : كان احتفاره الفيض من لدن دار فيل مولى زياد وحاجبه إلى موضع الجسر.
وروى محمد بن سعد عن الواقدي وغيره أن عمر بن الخطاب أمر أبا موسى بحفر النهر الآخر وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه ، وقال الواقدي توفى معقل بالبصرة فى ولاية عبيد الله بن زياد البصرة لمعاوية ، وقال الوليد بن هشام القحذمى ، وعلى بن محمد بن أبى سيف المدائني. كلم المنذر بن الجارود العبدى معاوية بن أبى سفيان فى حفر نهر ثار ، فكتب إلى زياد فحفر نهر معقل ، فقال قوم : جرى على يد معقل بن يسار فنسب إليه ، وقال آخرون : بل أجراه زياد على يد عبد الرحمن بن أبى بكرة أو غيره ، فلما فرغ منه وأرادوا فتحه بعث زياد معقل بن يسار ففتحه تبركا به لأنه من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال الناس : نهر معقل ، فذكر القحذمى أن زيادا أعطى رجلا ألف درهم ، وقال له : أبلغ دجلة وسل عن صاحب هذا النهر من هو ، فإن قال لك رجل : إنه نهر زياد فأعطه الألف ، فبلغ دجلة ثم رجع فقال : ما لقيت أحدا إلا يقول : هو نهر معقل ، فقال زياد : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ).