يبتدئ الصّعود بعد غاية الهبوط ، ويسمّى الشّولة شولة الصّورة ، وهي منغمسة في المجرة.
(٢٠) وأمّا النّعائم فثمانية كواكب ، أربعة في المجرة وهي النّعائم الواردة ، وأربعة خارجة عن المجرة وهي النّعائم الصّادرة ، وهي منحدرة ، وكلّ أربعة منها على شبه بالتّربيع ، وفوقها كوكب إذا تأمّلته مع كوكبين من النّعائم الوارد شبهتها به قبة ، وإنّما قيل : واردا لشرعه في المجرة ، وقيل : الصّادر لمجيئه عنها.
(٢١) وأمّا البلدة فرقعة من السّماء لا كوكب بها بين النّعائم وبين سعد الذّابح ، ينزلها القمر ، ويقولون : ربّما عدل القمر أحيانا فنزل بالقلادة وهي ستة كواكب صغار ، خفية فوق البلدة ، مستديرة تشبه بالقوس ، ويسمّيها العامة القوس ويسمّى موضع النّعائم الوصل.
(٢٢) وأمّا سعد الذّابح : فكوكبان غير نيّرين ، وكذلك السّعود كلّها وبينهما في رأي العين قيس الذّراع و (ذبحه) كوكب صغير قد كاد يلزق بالأعلى منها ، تقول الأعراب : هو شاته التي تذبح. قال الطّرماح شعرا :
ظعائن شمن قريح الخريف |
|
من الفرغ والأنجم الذّابحة |
قريحه : أوّله.
(٢٣) وأمّا سعد بلع : فنجمان نحو من سعد الذّابح أحدهما خفي جدا ، وهو الذي بلعه أي جعله بلعا كأنه مسترط (١) ، وذكر أنه سمّي بلعا لأنه طلع حين قيل : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) [سورة هود ، الآية : ٤٤] وهذا لست أدري ما هو.
(٢٤) وأمّا سعد السعود : فكوكبان أيضا نحو من سعد الذّابح ، وسمّي سعد السّعود بالتّفضيل عليهما ، ولأن الزّمان في السّعدين اللّذين قبله قسا ، وطلوع سعد السّعود يوافق منه لينا في برده ، قالوا : وربما قصر القمر ، فينزل بسعد باثره ، وهو أيضا كوكبان أسفل من سعد السّعود. قال الكميت شعرا :
ولكن بنجمك سعد السّعود |
|
طبقت أرضي غيثا درودا |
(٢٥) وأمّا سعد الأخبية : فثلاثة كواكب متحاذية ، فوق الأوسط منها كوكب رابع ، كأنها به في التمثيل رجل بطّة.
وقيل : إنّ السّعد منها واحد ، وهو أنورها وإنّ الثلاثة أخبية ، وقيل : سمّي بالأخبية لأنه
__________________
(١) في القاموس سرط كنصر وفرح سرطا وسرطانا محركتين ابتلعه كاسترطه وتسرطه. ١٢ ـ القاضي محمد شريف الدين عفا عنه.