وقد نرتعي سبتا ولسنا بحيرة |
|
محلّ الملوك تفدة فالمغاسلا |
والحقبة من السّتين إلى الثمانين. وقال بعضهم : من السّبع إلى العشر. وقال الخليل : الحقبة زمان من الدّهر لا وقت له والجمع الأحقاب. وقيل الحقب : السّنون واحدها حقب ، والحقب : الدّهر والجمع الأحقاب. وقيل : في قوله تعالى : (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) [سورة النبأ ، الآية : ٢٣] واحدها الحقب ثمانون سنة ، كل سنة اثنا عشر شهرا ، كل شهر ثلاثون يوما ، كل يوم منها مقداره ألف سنة من سني الدّنيا. وذكر قطرب أنّ الحقب بلغة قيس مائة سنة.
والقرن من الثّمانين إلى المائة ، وقالت طائفة منهم القرن ثلاثون سنة وقيل القرن أربعون سنة. وقال أبو عمرو غلام ثعلب : الصّحيح عندي أنّ القرن مائة سنة ، وذاك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم مسح يده على رأس صبي وقال له : «عش قرنا» فعاش مائة سنة. وقد احتجوا أيضا بقوله عليهالسلام : «خير النّاس قربي ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم». وهذا يدل على أنّ القرن ثلاثون إلى الأربعين.
وقال ابن الأعرابي : الهنيد مائة سنة ، والهند مائتا سنة والدهر ألف سنة. وقول الله تعالى : (بِضْعَ سِنِينَ) [سورة يوسف ، الآية : ٤٣] قيل : إنها سبعة. وقال أكثر أهل اللغة : إنّ البضع لما بين الثّلاثة إلى العشر. وحكي البضع بفتح الياء وقال المبرّد : هو ما بين العقدين إلى الواحد ، وإنما جاز في الاثنين أيضا عنده لأنه جمع ، وبضع اسم الجماعة المحظورة بالعقود. وقال أحمد بن يحيى : البضع من ثلاثة إلى سبعة وأكثره تسعة ، ويقال : بضع عشر وبضعة عشر شهرا ، وبضع وعشرون إلّا أنه مع العشرة أكثر وأصله من القطع ، يقال : بضعة بضعا والمقطوع بضع ، فهو مثل الطّحن والطّحن.
وذكر أبو عبيد الوقص ما زاد من السّنين على العشر ، وإحدى عشرة وقص وكذلك المياه التي لا تورد بين الماءين المورودين وقص قال والشّنق في الدّية خاصة ، وقيل : الوقص والبضع اسمان للعدد فهما يستعملان في كلّ معدود وهذا هو الصّحيح.
والنّيف يجيء بعد العقود يقال : نيّف وعشرون ، ونيّف وتسعون ، ولا يقال : نيف وعشرة ، ويجوز عشرة ونيف لأنه اسم لما يزيد على العقد ووزنه فيعل وأصله من ناف ينوف إذا ارتفع وأشرف وانبسط ، ويقال : ناف النّفس ينوف نوفا إذا تحرّك ونسم بعد خفوضه وهموده. ويقال في الدّنف الحرض قد نافت له نفس ترجوه معه ، وإذا حمحم الفرس للقضيم ، قيل : ناف نوفا ، ويقال : أناف على الشيء أي أشرف ، نافه يناف. والنّوف السّنام لإشرافه والبطر لزيادته في ذلك الموضع والعلم قال شعرا :
يخبّ به العطّاف رافع نوفه |
|
له زفرات بالخميس العرمرم |