للرّاحة ، يقول قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ) [سورة ق ، الآية : ٣٨] هو ردّ على اليهود في قوله تعالى : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) آخرها يوم الجمعة واستراح في يوم السبت فردّ الله ذلك عليهم وأبطل قولهم. وسمّي السّبت : شيارا واشتقاقه من شيرت الشيء إذا أظهرته وبيّنته ، ويقال : شيراي حسن الشيارة وهي ظاهر منظره ، ومن هذا قيل : القوم يتشاورون أي يظهرون آراءهم كأنّ كلّ جماعة منهم يظهرون ما عندهم ويعرضونه. ويجوز أن يكون قولهم لخيار الإبل الشّيار من هذا الذي ذكرناه. وقيل للأحد : أوّل لأنهم جعلوه أوّل عدد الأيام. وقالوا للإثنين : أهون وأوهد فأهون من الهون وهو السّكون من قوله تعالى : (يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) [سورة الفرقان ، الآية : ٦٣] وأوهد يدلّ على هذا المعنى لأنّ الوهدة الانخفاض كأنّهم جعلوا الأوّل أعلى ثم انخفضوا في العد. وقالوا للثّلاثاء الجبار أي جبر به العدد ، وأعظم به العدد وقوي ، لأنّه حصل به فرد وزوج.
وقال الخليل : سمّي به في الجاهلية الجهلاء ، وفي الخبر العجماء جبار والمعدن جبار. أي يهدر الأرش فيه ، فهو يخالف المعنى الأول. وقولهم للأربعاء : دبار لأنّه عندهم آخر العدد وقد تمّ بإجرائه العقد الأوّل. ودبر كل شيء مؤخّره ، وإنما كان كذلك لأنّ الخميس ـ والجمعة ـ والسّبت ـ سمّوها بأشياء تصنع فيها فاستغنوا بها عن عددها. وقيل للخميس : مؤنس لأنه يؤنس به لقربه من الجمعة وفي الجمعة التأهّب للاجتماع. وقيل للجمعة : العروبة لبيانها عن سائر الأيّام ، والإعراب في اللّغة الإبانة والإفصاح ، والعرب شوك البهمي والواحدة عربة ، سمّي بذلك لأنّ الورق يسقط منه فيظهر الشّوك. فالتّأويل أنّه قد بان من الورق والعرابة عسل الخزم ، سمّي به لأنّه يقال لثمرة العراب ، والواحدة عرابة ، وقد أعربت الخزم ، ويقال للمرأة الغزلة هي عربة وعروبة أيضا. ومنه قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً) [سورة الواقعة ، الآية : ٣٥ ـ ٣٦] وقيل : العروبة المتحبّبة إلى زوجها ، ويقال للمتهلّل الوجه : عرابه. وبير عربة : كثيرة الماء. وقد قيل : العروبة بالألف واللّام وبغير الألف واللام كأنّه جعل علما ، وأنشد فيه شعرا :
وإذا ترى الرّواد ظلّ بأسقف |
|
يوما كيوم عروبة المتطاول |
يروى يوما كيوم ، ويوما كيوم ، قال : ولم يزل أهل كل دين يعظّمونه وجعله متطاولا للعبادة فيه ، والمعنى وإذا ترى هذا الحمار الوارد ظلّ له يوم طويل وطوله طول مكثه يميل بين الورود وتركه. وإذا نصبت اليوم : فالمعنى ظلّ الحمار يوما طويلا في هذا الموضع ، وإذا رفع فالمعنى ظلّ بأسقف يوم له ، وروي الأرواد فكأنّه جمع ورد والمعنى : أهل الأوراد أو يجعل الورد للواردين. وقال القطامي : فأتى بالألف واللّام شعرا :