نفسي الفداء لأقوام هم خلطوا |
|
يوم العروبة أورادا بأوراد |
(وتسمّى الجمعة) حربة أيضا ، سمّيت بذلك لبياضها ونورها فهي في الأيّام كالحربة.
(وذكر أصحاب) السّير أنّ أولاد نوح عليهالسلام عزموا على المسير في الأرض ليروها ، ويختاروا منها لمطافهم وأوطانهم فبدءوا بمسيرهم في يوم الأحد فسمّي الأوّل. (ثم لمّا كان اليوم الثّاني) كان السّير الذي شق عليهم في الأوّل أخفّ فسمّي الاثنين أهون. و (في الثّالث) جبروا ما تشعّث من أحوالهم بعد ما نزلوا سمّي لذلك الثّلاثاء جبارا ، ولأنّهم جبروا ما كانوا خفّفوه من سيرهم فيما قبله فسمّوه جبارا. و (في الرّابع) انتهوا إلى عقاب وجبال فحجزتهم ومنعتهم فأدبروا وغيّروا الطّريق فسمّي الأربعاء دبارا. و (في الخامس) تسهّل الطّريق ورأوا ما أنسهم فسمّي الخميس مؤنسا. و (سميت الجمعة) العروبة لأنّ كلمتهم اجتمعت وبان لهم من الرّأي ما كان خافيا فتعربوا واتّفقوا. فإذا جمعت السّبت فيما دون العشرة أسبت والكثير سبوت. وإذا جمعت الأحد قلت في القليل : آحاد وفي الكثير أحود مثل جمل وأجمال وجمال وأسد وأسود وآساد. والاثنان لا يثنّى فإنّه مثنّى ، فإن أردت تثنيته جئت بالمعنى فقلت : هذان يوما الاثنين ولا يحسن مضى الاثنانان ، فيحصل الإعراب مرتين. قال قطرب : ومع ذلك قد حكي. وفي الجمع أيضا تقول : مضت أيام الاثنين ، إلا أنّهم قد قالوا : اليوم الثّني فلا بأس على هذا أن يجمع فيقول : مضت أثناء كثيرة.
وحكي عن بعض بني أسد : مضت آثان كثيرة ، كأنّه جمع أثناء مثل : قول وأقوال وأقاويل ، وأسماء وأسامي ، فلا بأس بذلك. قال : وحكيت لنا مضت أثانين ، ولا وجه لهذا لأنّه من ثنيت الشيء ، فالنّون الأخيرة لا مدخل لها ، فأمّا جمع الثّلاثاء والأربعاء فثلاثاوات ، وأربعاوات بالألف والثّاء ، لأنّ فيها علم التأنيث وهو الهمزة بعد الألف كألف حمراء وصفراء.
وزعم يونس أنه يقال : مضت ثلاث ثلاثاوات ، وأربع أربعاوات ، على تأنيث اللّفظ ويقال : ربعت الجيش إذا أخذت ربع القسمة منهم ولم يأت على وزن المرباع في تجزئة الشيء غير المعشار والمرباع المكان الباكر بالنبات. ومنه قوله : رزقت مرابيع النّجوم ، وفي الأربعاء لغات أربعاء بفتح الباء وأربعاء بكسر الباء والهمزة ، ويجمع على أربعاوات وأرابيع ، وتقول أيضا : ثلاث ثلاثاوات وأربعة أربعاوات على معنى التّذكير ، لأنّ اليوم مذكّر وقال الشّاعر شعرا :
قالوا : ثلاثاؤه خصب ومأدبة |
|
وكلّ أيامه يوم الثّلاثاء |
وحكى المفضّل في الثّلاثاء الأثالث في الكثير. وحكى في جمع الأربعاء الأرابيع أيضا ، وأمّا الخميس فإذا جمعته على أقل العدد كان على أفعلة تقول : ثلاثة أخمسة ، كما