فصل
فيما يجري من التأكيدات في أوقات الدّهر يقال : دهر داهر ، وأبد آبد وأبيد وحين حائن ، ومحين ، ومدة مادة ومديدة ، وليل لايل.
قال هميان بن قحافة : فصدرت تحسب ليلا لائلا. وقيظ قائظ وصيف صائف ، وشتاء شات ، وربيع رابع : أي مخصب ، ويوم قائظ ، ويقال عام أعوم ومعيم وأعوام عوم ، قال : من مرّ أعوام السنين العوم ، وحول محيل ، وسنة سنهاء وشهر أشهر ، ويوم كريت وقميط قال شعرا :
أقامت غزالة سوق الضّراب |
|
لأهل العراقين حولا قميطا |
وشهر أجرد وأقرع وأصلع ، وسنة جرداء وقرعاء وصلعاء. وقال قطرب : نهار أنهر وليل أليل ، وليلة ليلاء : لتأكيد شدّتها. وقال غيره : نهار ونهر ، ويوم يوم ويم لآخر يوم من الشّهر ، وقيل : الأيوم في الشّديد. قال مروان : مروان أخو اليوم اليمي ، وقيل : اليمي أريد الشّديد في حرب أو قتال. وإذا ذكر أمر عظيم حدث في يوم قيل : أيوم يوم ، وإن كان ليلا قيل : ليل أليل ، وإن كانت ليلة مشهورة قيل : ليلى وليلاء ، قال في ليلة ليلى ، ويوم أيوم. وقال :
كم ليلة ليلاء مدلهمّة |
|
كابدتها لحاجة مهمّة |
وآخر ليلة في الشّهر لظلمتها ليلى مقصورة ، وليلاء ممدودة ، وليل ليلي. قال : لما أرجحن ليلة اللّيلى. ويقال : أتانا فلان حين هراق اللّيل أوّله إذا مضى بعضه وقال ابن أحمر :
تغمرت منها بعد ما نفد الصّبي |
|
ولم يرو من ذي حاجة من تغمّرا |
فبتّ أعاطيها الحديث بمسنن |
|
من اللّيل أبقته الأحاديث أخضرا |
(تغمرت) أي أصبت شيئا يسيرا ، (ومن ذي حاجة) أي من حاجة ، وذي زائدة. (والمسنف) المتقدم ، (وأبقته الأحاديث) أي انقطع الأحاديث قبل أن يتغد اللّيل ، وقوله : (أخضر) يحتمل ضربين : يكون صفة مسنف لأنّه نكرة مثله ويجوز أن يكون حالا من الهاء في أبقته ، ومثله من الحال قوله : ومال لقنوان من البسر أحمرا.
والحرس : الزّمان والدّهر ، قال الكاتب : واختاره من سائر الأمثال في حرسه أي في زمانه ، وفي كتاب الخليل : الحرس وقت من الدّهر دون الحقب. قال بعض أصحاب المعاني من هذا قولهم : بناء أحرس. للأصم من البنيان.