أي يطيل الشّعر ، ويكثر ويقال : أشوى الدّهر كذا أي تركه وهو من قولهم : فلان أكثر النّاس شواية أي بقية من قومه ، وما أشوى لنا الدّهر له.
وحكى الدّريدي : لا آتيك حد الدّهر وعجيس الدّهر ، وسجيس الأوجس وسجيس الحرس ، وسجيس الأبض.
وحكى غير واحد جير مبنيّة على الكسر ، يراد به الدّهر وربما أجروها مجرى القسم ، يقال جير لأفعلنّ كذا أي حقّا لأفعلنّ وأنشد شعرا :
ابني جير وإن عزّ رهطي |
|
بالسّويداء الغداة غريب |
ومن أسماء الدّهر الخز والملاوة وقد تقدّم القول فيه ، وذكر ابن الأعرابي قال أنشدني المفضّل شعرا :
وفي بني أم زبير كيس |
|
على الطّعام ما غبا غبيس |
قال : الغبيس الدّهر وغبا : بقي.
الأصمعي : لا أفعل ذلك بأسوس الدّهر ، أي : أبدا ، وهذا كأنّه من قولهم في ترك اللقاء : لا آتيك ما أيس عبد بناقة ، وهو أن يقول : بس بس يسكن منها للحلب ، ويقال : ما زال على است الدّهر محنونا ، وعلى أسن الدّهر. ويقال : تركته بأست الدّهر ، أي ولا شيء معه ، وتركته بأسمر المتن : وهو متن الأرض : أي الصّحراء الواسعة. ولقيت منه است الكلبة أي : ما كرهته ، وهو أمنع من است النّمر : للّذي لا يطلق الدنوّ منه لمناعته.
قال أبو حاتم : الدّهر سبات : أي أحوال مختلفة : سبة حرّ ، وسبة برد ، وسبة روح ، وسبة دفيء. ويقال : أصابتنا سبة من برد أي لأشد ما يكون من القر فإن أصابك برد في آخر الرّبيع قلت : أصابتنا سبة من الرّبيع وأصابتنا سبة من حرّ وهي مثل الوقدة في نحو من عشرة أيام أو أكثر.
وحكى بعضهم : الأعرم : الدّهر ، لأنّ فيه نوائب وصروفا متلوّنة ، ويقال : عرم الصّبي : يعرم إذا أتى بألوان من الغيث ، ويقال للأفاعي : العرم ، لأنّ فيها نقطا تخالف لونها وأنشد : رءوس الأفاعي في مساربها العرم.
فأمّا قوله : حياكه وسط القطيع الأعرم ، فإنّما يعني أنّ بعضه ما عز وبعضه ضأن ، ويقال : لا أفعل ذاك حتى تحنّ الضّب في إثر الإبل الصّادرة ، ولا أفعله حتى يبيض القار ، ولا أفعله ما أبس عبد بناقة ، وإبساسه : تحريك شفتيه. ولا أفعله ما هدهد الحمام. ولا أفعله ما صلّى على النّبي مصلّ ، وما دعا الله داع. ولا أفعله ما حلب حالب أضرع الدّهر.