نحن الفوارس يوم الحنو ضاحية |
|
جنبى فطيمة لا ميل ولا عزل |
ويقال : زيد جنب الدار ، وجانب الدار ، وقالوا : هم حوله وأحواله وحياله وحواليه وهم جنابه وجنابيه وقطريه وأقطاره. وأنشد لأبي حية النّميري :
إذا ما تغشّاه على الرّحل جنبتي |
|
مساليه عنه من وراء ومقدم |
يعني بمساليه عطفيه فهو بمنزلة جنبي فطيمه. وكقولهم : هو وزن الجبل أي ناحية منه ، وهو زنة الجبل ، وقولك أقطار البلاد فإن جعلت الآخر هو الأوّل رفعته وأردت به الثّقل أعني الوزن والزّنة. ومن ذلك قول العرب : هو موضعه أي في موضعه كما قالوا : هو صددك وسقبك أي قربك. وتقول كيف أنت إذا أقبل قبلك ويجيء نحوك قال : كيف أنت؟ إذا أريدت ناحيتك ، وكيف أنت إذا أقبل التّعب الرّكاب جعلهما اسمين. والنقب الطّريق في الجبل والمراد بقوله جعلهما اسمين ، أي لم يجريا على المصدر فهو بمنزلة قولهم هو قريب منك ، فإن شئت قلت : هو قريبا وهل قريبا منك أحد. قال : ومما لا يحسن أن يكون ظرفا قولك : جوف المسجد ، وداخل الدّار ، وخارج الدار وذلك لمفارقتها خلف وقدّام وما أشبههما مبهمة .. والمختصّ من أسماء الأماكن لا يكون ظرفا. قال وممّا شبّه من الأماكن المختصة بالمكان قولهم : هو منّي منزلة الشّغاف وهو منّي مزجر الكلب وأنت مقعد القابلة. قال فوردن والعيّوق مقعد رأي الضّربا.
وقال آخر :
وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها |
وقال : هو منّي معقد الإزار ، وهم درج السّيل قال ابن هرمة :
انصب للمنيّة لقربهم |
|
رجالي أم هم درج السّيول |
وكل هذا وأشباهه وضعت مواضع القرب والبعد فلذلك استجيز فيها على اختصاصها وقوعها ظرفا قال : فاستعمل هذا ما استعمله العرب وأجيز منه ما أجازوه قال : وزعم يونس أنّ بعضهم قال : هو منّي مزجر الكلب ، فرفع جعله بمنزلة مرأى ومسمع. ويجعل الآخر هو كالأوّل. فأمّا قولهم : داري خلف فرسخا فكأنّه لما قال داري خلف دارك ، وهو مبهم فلم يدر ما قدر ذلك فقال : فرسخا وذراعا.
وزعم يونس أنّ أبا عمرو كان يقول : داري من خلف دارك فرسخان ، كما تقول : أنت منّي فرسخان وفرسخين. قال فأمّا قولهم : اليوم الأحد واليوم الاثنان وكذلك إلى الخميس فلأنّها ليست يعمل فيها أراد أن يفرّق بينها وبين السّبت والجمعة فتقول اليوم خمسة عشر من