وقال كعب : حتّى إذا ذهب الظّلام والغسق. ويقال : تحندس اللّيل من الحندس وهو شدّة سواد اللّيل وظلمته ، والجمع حنادس وحناديس. قال : وأدركت منه بهيما حندسا ، وليلة مدلهمّة وملطخمّة وخدارية. وقالوا : القترة : الظّلمة مع الغبار ، وفي القرآن : (تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) [سورة عبس ، الآية : ٤١] ويقال : مضى جرس من اللّيل بالسين غير معجمة ، والجميع أجراس وجروس قال :
حتّى إذا ما بركت بجرس |
|
أخذت عشيّ ونفعت نفسي |
ومضى عنك من اللّيل ، وعنك والجميع أعناك قال :
فقاموا كسالى يلمسون وخلفهم |
|
من اللّيل عنك كالنّعامة أقعس |
أي طال ، وانحنى : أقعس.
قال يعقوب : وسمعت أبا عمرو يقول : العنك ثلث اللّيل الباقي ، وأعطيه عنكا من مال أي قطعة ، ويقال : سجا اللّيل وأسجى ، قال تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) [سورة الضّحى ، الآية : ١ ـ ٢]. ويقال : يوم أسجى ، وليلة سجواء ، وهي اللّينة السّاكنة ، وبعير أسجى ، وناقة سجواء أدمة ، ويقال : مضى ملي من اللّيل والجميع أملاء ، ومضى هدء والجمع هدوء ، ومضى بضع من اللّيل ، وهنيء من اللّيل : قطعة ، ومضى هزيع من اللّيل أي ساعة والجميع هزع. وقال بعضهم : الهزيع من اللّيل النّصف ، ويقال : اهتزعوا أي خرجوا بهزيع من اللّيل. وجرش من اللّيل بالشّين المعجمة.
قال يعقوب : وحكى الفرّاء : جئته بعد جوش من اللّيل ، وجوشن من اللّيل. قال إذ الدّيك في جوشن من اللّيل أطر. وقال بعضهم : الجوشن : وسط اللّيل. قال ذو الرمة :
تلوم نهياه بياه وقد مضى |
|
من اللّيل جوش واسبطرّت كواكبه |
وقال ابن أحمر شعرا :
يضيء صبيرها في ذي حيّ |
|
جواش ليلها بينا فبينا |
أي قطعة من الأرض بعد قطعة ، وقال : جواشن هذا اللّيل كي يتموّلا. وبقيت جهمة من اللّيل ، وجهمة أيضا ، والجهمة : بقية من سواد اللّيل في آخره. قال الأسود شعرا :
وقهوة صهباء باكرتها |
|
بجهمة والدّيك لم يتعب |
وحكى : جهنة من اللّيل بالنون ، وقال بعض أهل اللّغة : جهينة اسم الخمرة منها يشتق. وقال بعضهم : الجهمة السّحر. وحكى أبو حاتم ، والهجمة لغة فيها الهاء قبل الجيم والفعل عنها اجتهم واهتجم واجتهن ، ومضى وسع من اللّيل يكون من أوّله إلى ثلثه أو