ربعه. وجوز من اللّيل أي نصف من اللّيل ، والجميع : أجواز ، وقال : النّضر جوز اللّيل : وسطه. ويقال : انطلقنا فحمة العشاء ، والجميع فحمات أي في أوّل الظّلمة. وقال بعضهم : فحمة العشاء شدّة الظّلمة ، ويقال : فحموا من اللّيل أي لا تسيروا في أوّل اللّيل حتى تذهب فحمته ، وأفحموا أيضا وكأنّه مأخوذ من الفحم.
وقال ابن الأعرابي : الفحمة ما بين غروب الشّمس إلى نوم النّاس ، سمّيت فحمة لحرّها وأوّل اللّيل أحرّ من الآخر. قال : ولا تكون الفحمة في الشّتاء وذلك لأنّه لا حرّ فيفحمهم ، وإنما يفحمون ليكن الحر عنهم فيسيرون ليلتهم وقيل : فحمة العشاء من لدن المغرب إلى العشاء الآخرة.
وقال أبو صالح الفزاري : فحمة العشاء : من لدن العشاء إلى نصف اللّيل ، يقال : أفحم القوم إذا أناخوا فحمة اللّيل. وجاءنا بعد هجعة من اللّيل أي نومة ، ومضت جزعة من اللّيل أي ساعة من أوّله ، وصبة من اللّيل نحو جزعة وكما استعملا في أوّل اللّيل استعملا في آخره أيضا فقيل : بقيت جزعة من اللّيل وبقيت صبة من اللّيل.
وحكى النّضر : أتيته بسدفة من اللّيل. ومضى طبق من اللّيل : أي هوى منه وجاء بسحرة بدهمة. وجاء سحيرا : أي في آخر الليل وجاء بأعلى سحرين أي : بالسّحر الأعلى. قال الدّريدي : العرب تقول : جئتك بالسّحر بالألف واللّام ، وجئتك بسحر وبسحرة ، وبأعلى السحرين ، وجئتك سحر ، ولم ينوّنوا فيقولون : سحرا أصلا ، والكلام في هذا وأشباهه قد مضى مستقصى.
وحكى الأصمعيّ عن أبي عمرو بن العلاء قال : ليس في كلام العرب : أتانا سحرا إنّما يقولون : أتانا بسحر. ويقول : جئتك تنفّس الصّبح أي عند أوّله. وفي القرآن : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [سورة التكوير ، الآية : ١٨] وقد جشر الصّبح يجشر جشورا أي : بدا لك. ومنه سمّيت الجاشرية للشّرية عند الصّبح ، ويقال : جئتك في غبش اللّيل والغبش حين تصبح.
قال : منظور الأسدي :
موقع كفّي راهب يصلّي |
|
في غبش اللّيل أو النّثلي |
وقيل الغبش : بقية لم يفضحها نهار ، قبيل الفجر ، ويقال : أتيته بغبش من اللّيل ، ويقال: غبش اللّيل وأغبش. وغطش وأغطش ، فأمّا العسعس والعسعسة فهما تنفّس الصّبح ، وقالوا : عسعس اللّيل عسعسة إذا أظلم.
وقال بعضهم : عسعس ولّى فهذا من الأضداد ، وهو قول ابن عباس قال : عسعس :