معنى رفعت سماؤها : لم يصبها مطر ، ومثل لون تربها قول الآخر : كأنّ لون أرضه سماءه ، أي لون سمائه للقتام الذي يغشى الجو ، قالوا : هذا بطن السّماء ، وهذا ظهر السّماء لظهرها الذي تراه. قال تعالى : (رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) [سورة الشورى ، الآية : ٣٣] وقالوا : الظّهر الوجه ، وكذلك ظهر النّجوم والسّماء ، وقال تعالى : (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) [سورة الرحمن ، الآية : ٥٤] البطائن : هاهنا الظّواهر ، وجاء على هذا الضدّ فهو كقولهم : أمر جلل للشديد والهيّن. وقال جندل الطّهوي : يا ربّ رب النّاس في سمائه ، فقصرها وأدخل الهاء.
وقال أبو حنيفة : يقال سماء البيت ، وسماوته وأنشد لامرئ القيس :
ففئنا إلى بيت بعلياء مردح |
|
سماوته من الحمى معصب |
وقال أبو حنيفة : يجمع السّماوة سماوات ، وسماوي : قال : وروي بيت ذي الرّمة مسموعا من العرب :
وأفصم سيّار مع الحيّ لم يدع |
|
يروع حافات السّماء له صدرا |
يعني بالأفصم الحلال الذي تحل به الأعراب مواضع الفتوق في آنيتهم ، وجعله أفصم لانكسار فمه من طول اعتماله ، ثم يجعل الواو في سماء همزة لمّا وقعت بعد ألف زائدة فقيل سماء ، فأما قول أمية : سماء الإله فوق سبع سمائنا فإنه أتى بثلاثة أوجه من الضرورة.
منها أنّ سماء ونحوها يجمع على سمايا كما يجمع مطية على مطايا ، فحمله على الصّحيح لا على المعتل ، وجمعه على سماي كما يقال : سحابة وسحائب.
والثّاني : أنه حرك التاء في حال الخبر وكان يجب أن يقول : سبع سماء كما يقال جرار.
والثّالث : أنه جمع سماءة على سماي ، وكان يجب أن يقول : سماءة ، وسماء كما يقال : سمامة وسمام قوله :
فصبحت جابيته صهارجا |
|
كأنّه جلد السّماء خارجا |
فإنه أراد بجلد السّماء الخضرة التي تظهر ، فشبّه صفاء الماء بصفائه فهو مثل قوله : رزقا جمامة والتقدير : كأنّ لون مائه لون جلد السّماء.
ومن أسماء سماء الدّنيا برقع بكسر القاف ، وقد جاء في شعر أميّة :
وكأنّ برقع والملائك حولها |
|
سدر تواكله القوائم أجرد |