ومن أسمائها : الجرباء ، والخلقاء وكأنّها سمّيت خلقاء لملاستها كالخلقاء من الحجارة قال :
وخوت جربة السّماء فما |
|
لشرب أرويه بمري الجنوب |
وخوت : أخلقت ، وقال الهذلي :
أرته من الجرباء في كلّ منظر |
|
طبابا فمثواه النّهار المراكد |
ويقال في الجربة ما زرع من الأرض ، وكأنّها إنما سميت جرباء لما فيها من آثار المجرة كأنّها الجرب.
ومن أسمائها : الكحل والمشهور في الكحل أنّها السّنة المجدبة. قال :
قوم إذا صرّحت كحل بيوتهم |
|
عزّ الذّليل ومأوى كلّ قرضوب |
وقال يونس : يشهد للكحل أنها السّنة قوله :
بات عرار يكحل فيما بيننا |
|
والحقّ يعرفه ذووا الألباب |
وهذا مثل وقيل : أصله أنّ عرار يراد به ما يعرّ من الشّر ، وكحل : سنة شديدة ، والمعنى استوينا فيما أصاب به بعضنا بعضا من الشّدة والمكروه ، ويقال : اركب عرعرك أي صعب أمرك.
وحكي عن الأعراب أنّ عرارا وكحلا بقرتان كانتا في مرج ، فقتلت كحل عرارا فجاء صاحبها فقتل كحلا ووقع الشّر بين صاحبيهما وناديا إلى القتال ، فقال النّاس : بات عرار بكحل فما القتال؟ أي في كلّ واحد ما يبوء بدم الآخر.
وعنان السّماء : نواحيها والواحد عنو. وقال الدّريدي : لا أعرف أعنانا ، وعنان السّماء ما عنّ لك أي عرض ، ويقال : بلغ فلان عنان السّماء للعالي المحل ، ومنه قولهم : جمعتهم في عنن أي في سنن. وقول الشّماخ بعد ما جرت في عنان الشّعريين الأماعز ، هو معانتها لهما يصف شدّة الحر. وأما قول الآخر : عنان الشّمال لا يكونن أضرعا ، فالمراد معانة الشّؤم وهو التّعرض.
ومن أسماء السّماء : (الرقيع) يقال : ما تحت الرقيع أرقع من فلان وهو علم كزيد وعمرو. وذكر بعضهم أنه إنمّا سمّي السّماء الرّقيع لأنها الشيء الذي رقعت به الأرض : أي جعلت مشتملة على الأرض. وجاء في الحديث : «من فوق سبعة أرقعة».
قال : وسمّيت خلقاء : لأنها ملساء. فإن قيل : كيف تكون جرباء وتكون ملساء. قيل :