ألا حيّ المنازل بالسّلام |
|
على نحل المنازل بالكلام |
لمية بالغا درجت عليها |
|
رياح الصّيف من عام فعام |
سحبن ذيولهنّ بها فأضحت |
|
مصرعة بها دعم الخيام |
أقمن على بوارح كلّ نجم |
|
وطيّرت العواصف بالتّمام |
قال ذلك لأنّهم إذا ظعنوا عن المحاضر تركوا الخيام على حالها أو نزعوها ونضدوها استعدادا للعودة ، فتزعزعها الرياح إذا تقادم العهد بها. ومن ذلك قول امرئ القيس :
أمرخ خيامهم أم عشر؟ |
|
أم القلب في إثرهم منحدر؟ |
قصده أن يعلم بأي الماء نزلوا خيامهم من شجرها والمعنى أنجدوا أم غاروا أم اتهموا فأحدر القلب بانحدارهم ، وهذا كما قال : ففرعنا ومال بها قضيب. لأنّ قضيبا من تهامة ، وكما قال الآخر : وسالت بأعناق المطيّ الأباطح.
وقال ابن الأعرابي : الحنتمة ثلاثة أعواد أو أربعة يلقى عليها الثمام يستظل بها في الحر ، والمظلة لا يكون إلا من النّبات ، وتكون كبيرة ، ويكون لها رواق وربما كانت شقّة أو شقّتين أو ثلاثا. وربما كان لها كفا وهو مؤخّرها. قال : والخباء من شعر أو صوف ، والقبّة : تكون من أدم. وكذلك الطّراف ، وقال : المظلّة بفتح الميم لا غير. قال زهير :
تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن |
|
تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم |
جعلن القنان عن يمين وحزنه |
|
وكم بالقنان من محلّ ومحرم |
فلمّا وردن الماء زرقا جمامه |
|
وضعن عصيّ الحاضر المتخيم |
فهذا الظّعن للبداوة فأمّا قول طفيل شعرا :
على اثر حيّ لا يرى النّجم طالعا |
|
من اللّيل إلّا وهو قفر منازله |
فإنّ من تبدّى أوان التّبدي من الخريف لم ير الثّريا طالعة أوّل اللّيل إلّا وهو نازل بالقفر لأنّ أوّل طلوع الثّريا عشاء هو لطلوع السّماك الأعزل بالغداة وسقوط الرّشاء ، وذلك في الوسمي وبعد طلوع سهيل. وأمّا قول ذي الرّمة :
إذا عارض الشعرى سهيل بجهمة |
|
وجوزاؤها استغنين عن كلّ منهل |
فهو يصف إبلا واستوثق لها ، لأنّ سهيلا إذا طلع بقية من اللّيل وهي الجهمة ، فذاك قبل الوسمي ، ودبر القيظ ، والزّمان زمان ندى ، وروح وطل وغيث. وقد قال ساجعهم : إذا طلعت الصّرفة أميز عن الماء زلفة ، لأنّها إذا طلعت ناء الفرع المقدم وهو آخر أنواء الخريف ، وفي اثره الفرع المؤخّر وهو أوّل أنواء الوسمي فلا يزالون يتبعون مواقع الغيث