قلت لهم : أصبحتم فارتحلوا |
|
واللّيل ملق حلسه داني الظّلل |
فنهضوا مائلة أعناقهم |
|
كأنّهم من الكلال والثّمل |
شرب تساقوا قرقفا حمصية |
|
كرّت عليهم عللا بعد نهل |
وأنشد أحمد بن يحيى :
إني إذا ما اللّيل كان ليلين |
|
ولجلج الحادي لسانين اثنين |
لم تلفني الثّالث بعد العدلين |
|
ساد الرّقئين منهم ذو البردين |
الرّقئين : المتكابس ، وقد يعد من هذا الباب قوله :
إني إذا ما القوم كانوا أنجية |
|
واضطرب القوم اضطراب الأرشيه |
وشدّ فوق بعضهم بالأردية |
|
هناك أوصيني ولا توصي بيه |
وقال آخر :
يقول وقد مالت به نشوة الكرى |
|
نعاسا ومن يعلق سرى اللّيل يكسل |
أنخ نعط أنضاء النّعاس دواؤها |
|
قليلا ورقة عن قلائص ذبل |
فقلت له : كيف الإناخة بعد ما |
|
حدا اللّيل عريان الطّريقة منجل |
وقال العجاج وذكر ماء :
كأنّ أرياش الحمام النّسل |
|
عليه ورقان القران النّصل |
فويق طامي مائه المجلل |
|
جفالة الأجن كحمر الجمل |
يريد بالنّسل : السّاقطة ، والقران : نبل صيغت صيغة واحدة وجعلها ورقا لأنّها إذا عرضت على النّار تسودّ فتصير ورقا ، والنّصل : التي قد نصلت : أي خرجت من مواضعها ، والمجلّل : المغطى بالعرمض وهو الطّحلب. قوله : جفالة : انتصب بالمجلّل وجفالة كل شيء ما أخذ منه ، وقلع من أعلاه ، يريد أنّ الماء قد يبس مثل العباية مما لا يورده ، فعلاه مثل الحمر : وهو بقية الألية إذا أذيبت. والجمل : الذين يذيبون الشّحم يقال : جملت الشّحم وأجملته ، والجميل الودك المذاب ومثل هذا قوله :
يتجفّل عن جمانه دلو الدّالي |
|
عانه غشراء من آجن طال |
الغشراء : البيضاء إلى الدّسمة ، والآجن : المتغيّر والطّالي : الذي عليه طلاوة وهو ما يلبسه. وأنشد في الاستسقاء :
قد علمت إن لم أجد معينا |
|
لأخلطنّ بالخلوق طينا |