وهذا من غسى يغسى ، وسمعت بعد ذلك لسنين منشدا ينشده شعرا :
فلمّا غسي ليلي وأيقنت أنّها |
|
هي الأرباء جاءت بأمّ حبو كرا |
فهذا من غسى يغسو. ثم سمعت رويتكم ينشد. (ومر أيام وليل مغس) فهذا من غسى يغسى.
ويقال : ليل دامس : وهو الأسود الذي ألبس كلّ شيء وقد دمست ليلتك تدمس دموسا. وأنشد :
لو كنت أمسيت طليحا ناعسا |
|
لم يلق ذا رواية درابسا |
يسقى عليها أغنما خوامسا |
|
يحتاب موماة وليلا دامسا |
وشركا من الطّريق دارسا |
|
يحمل سوطا أو وبيلا يابسا |
(الوبيل) : الهراوة وأصل (الدّمس) : التّغطية. وأنشد الفرّاء عن الكسائي شعرا :
إذا ذقت فاها قلت علق مدمس |
|
أريد به قيل فغودر في سأب |
أراد (بالعلق) الخمر و (المدمس) المغطى و (القيل) الملك و (السأب) الزّق.
ويقال : غلسنا الماء أي أتيناه قبل الصّبح بسواد من اللّيل وجنوح اللّيل إذا ذهب معارف الأرض لظلامه.
وجنون اللّيل إظلامه ، ويقال : جنّ علينا اللّيل. النّضر يقال : تطخطخ اللّيل وأظلم في غيم وغير غيم إذا لم يكن فيه قمر ، فإن كان فيه قمر فجاء غيم وذهب بضوئه فقد تطخطخ أيضا ، وليلة طخياء ، وقد طخطخ اللّيل على فلان بصره أي تركه لا يبصر من ظلمته ، وتطخطخ بصر فلان : أي عمي.
ويقال : تدحرج اللّيل أيضا : وهو اختلاطه وظلماؤه كان فيه غيم أو لم يكن وتدحرجت الظّلماء وأنشد :
حتى إذا ما ليله تدحرجا |
|
وانجاب لون الأفق البرندجا |
ويقال : ليلة غدرة ومغدرة : بيّنة الغدر إذا كانت شديدة الظّلمة ، وفي الحديث : «المشي إلى المسجد في اللّيلة المغدرة يوجب كذا وكذا».
وليلة دامجة وليل دامج وخداري قال يعقوب : الخدارية الظّلماء الشّديدة السّواد البهيم ، ويقال : ليلتك هذه خدارية قال العجّاج :
وخدر اللّيل فيجتاب الخدر