والجنان ذكر بعضهم في أسماء اللّيل. وأنشد :
وساري جنان مقفعل بناته |
|
رفعت بضوء ساطع فاهتدى ليا |
يعني رجلا أقوى فاستنيخ فأوقد له نارا ليهتدي بها ، وقال غيره : جنان اللّيل ظلمته وأنشد:
ولو لا جنان اللّيل أدرك ركضنا |
|
بذي الأثل والأرطي عياض بن ناشب |
وحكى عمرو عن أبيه قال : سمعت أعرابيا يقول : ما زلت أتعسف الهولول حتى سطع الفرقان ، قلت : ما الهولول؟ قال : ظلمته. قلت : وما الفرقان؟ قال : الصّبح.
وحكى سلمة عن الفرّاء عن الكسائي قال : لم يسمع في الألوان فعلول إلّا هذا ، وحلكوك ، قال ثعلب : قلت : ذلك لابن الأعرابي فوافقه.
ويقال : أطم الدّجى وأقفل باب النّور بالظّلمة قال :
بدا لي كملتاح الجناحين والدّجى |
|
مطم وباب النّور باللّيل مقفل |
وقالوا : قسورة اللّيل : شدّته ، وقسوره ، وقال توبة بن الحمير : وقسورة اللّيل الذي بين نصفه وبين العشاء قد أذابت أسيرها ، وقيل في قوله تعالى : (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [سورة المدّثّر ، الآية : ٥١] إنّه الأسد ، وقيل : أريد به الرّماة وأنشد :
وقسورة أكتافهم في قسيّهم |
|
إذا ما مشوا لا يغمزون من النّساء |
ويقال : دبر اللّيل دبورا وأدبر فدبر : ذهب وأدبر ولّى ، وقيل : أدبر أخذ به في النّقص ، وكما قيل : دبر وأدبر بمعنى قبل قبل وأقبل. وقال ابن عباس : إنمّا هو واللّيل إذا دبر. فأما أدبر : فإنما يقال : أدبر : ظهر البعير وقرأه زيد إذا أدبر ، ويقال : دبرني أي جاء من خلفي.