قال بشر يصف إبلا :
فقد جاوزن من غمدان أرضا |
|
لأبوال البغال بها وقيع |
يطان بها فروث مقصرات |
|
بقاياها الجماجم والضّلوع |
وإنّما قالوا ذلك لأنّ البغال لا تتناسل فلا ينتفع بأبوالها كما لا ينتفع بالسّراب.
ويقال : فلان كثير البول إذا كان كثير ، و (الوقيع) الخضر تكون في الأرض.
وقال ابن الأعرابي : البغال باليمن ، فبيّن أنّ هذه الأرض تكون باليمن.
قوله بطان : يعني قوائم النّاقة ، والمراد بالأرواث كروش إبل قصرن عن السّير فتركت مخلفات فأكلهنّ السّباع.
ويقال للسّراب المسجهر الكذوب اللّون. وقال ذو الرّمة يصف الأظعان :
توارى وتبدو لي إذا ما تطاولت |
|
شخوص الضّحى وانشقّ عنها غديرها |
(الشّخوص) : تطاول في وقت الضّحى لأن السّراب يرفعها يقول تبدو لي الأظعان في ذلك الوقت إذا رفعها الآل وتواري إذا انشقّ عنها غديرها ، يعني السّراب ، وهذا الذي يشير إليه لتخيل الشّخوص في المناظر ، لذلك قال ابن أحمر :
وازدادت الأشباح أخيلة |
|
وتعلّل الحرباء بالثّغر |
وقال جرير
ومن دونه تيه كأنّ شخوصها |
|
يحلن بأمثال فهنّ شوافع |
وقال ذو الرّمة في بيان السّراب يصف فلاة :
بها غدر وليس بها بلال |
|
وأشباح تحول وما تريم |
تموت قطا الفلاة بها أواما |
|
ويحسر في مناكبها النّسيم |
قوله : (أشباح تحول) : أي تتحرّك ولا تبرح بل يخيّل ذلك إليك. وقال الشّماخ وذكر ناقة:
إذا شرفات الآل زالت ونصفت |
|
تناطح ضبعاها به ويداهما |
قوله : نصفت : صار السّراب إلى أنصافها ، وقوله : ويداهما : جعل اليدين للضّبعين وقال:
وحومانة زرقاء يجري سرابها |
|
بمنسجة الآباط حدب ظهورها |