أراد في ثواء : حول ثوية ، وقوله : ويسأم سائم : أراد سأمة سائم وقال :
مروان مروان أخو اليوم اليمي
قال : أراد اليوم اليوم فأخّر الواو وقدّم الميم ، ثم قلب الواو حين صار ظرفا كما يقال في جمع دلو : آدل ، وقيل : بل أراد أخو اليوم اليوم كما يقال في الحرب عند التداعي اليوم اليوم ، أي هو أخو هذا المقالة. وأنشد الأخفش بيت الفرزدق :
كم عمة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري |
قال : يجوز في عمة الرفع والنصب والخفض. قال فرفعه على الابتداء وبجعل كم ظرفا وخالة ، ونصبه على نية التّنوين في كم فشبّه بعشرين درهما وما أشبهه ، والخفض على الإضافة ، كما يقول كم رجل قد رأيت لأنه أجري مجرى عدد لا تنوين فيه ، نحو ثلاثة أثواب. وقال عمرو بن معديكرب ويروى لغيره :
وكلّ أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلّا الفرقدان |
ارتفع الفرقدان عند أصحابنا البصريين على أنّه بدل من قوله : كلّ أخ والكوفيون يجعلون إلّا بمعنى الواو ، كأنّه قال : والفرقدان أيضا. وقال جرير شعرا :
لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى |
|
ونمت وما ليل المطيّ بنائم |
ومثل هذا كثير.
قال سيبويه : جعل النّوم للّيل كما جعل النّابغة السّهر له في قوله :
كتمتك سرّا يا لجومين ساهرا |
|
وهمين هما مستكنا وظاهرا |
والتّحقيق ما ليل المطيّ بذي نوم ، وقال غيره : أراد لا ينام من قاساه ، فحذف لأنّ المعنى معروف. وقال وعلة الجرمي شعرا :
ولمّا رأيت الخيل تترى أتايجا |
|
علمت بأنّ اليوم أحمس حاذر |
قالوا : أراد بالحاذر المحذور ، وروي فاجر أي سديد ذو فجور ، وكانوا يسمّون من يغزو في الأشهر الحرم فاجرا ، قالت ليلى الأخيليّة :
على تقاها دائما وفجورها. وأنشد :
بني أسد ما تعلمون بلاءنا |
|
إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا |