والحاميان : جانبا حافره. والحارك : فروع كتفيه وإذا قام ظلّ كل شيء تحته صار ظل الحارك على حاميي حافره ، فالحجاز وما يليه يتنقل فيه الظّل ، فأما البلد الذي تزول فيه الشّمس ، وللشّخص ظلّ فإنّه يعرف به قدر الظّل الذي زالت عليه ، فإذا زاد عليه مثل طول الشخص فذاك آخر وقت الظّهر ، وأوّل وقت العصر ، فإذا زاد عليه مثلا طول الشّخص فذلك آخر وقت العصر ، على ما روي في الحديث. فأمّا قول الشّاعر :
إني على أوني وانجراري |
|
أؤمّ بالمنزل والدّراري |
فالأون : الرّفق والانجرار : سير الإبل وعليها أحمالها وهي ترعى وأؤم : يريد أقصد بمنازل القمر وكبار الكواكب فأهتدي. وقال ذو الرّمة وذكر الإبل :
تياسرن عن جري الفراقد في السّرى |
|
ويا منّ شيئا عن يمين المغاور |
يعني : أنّهن قصدن وسطا فيما بين الفرقدين وبين المغاور ، وهي المغارب وذلك أنّ ابتداء المغارب قريب من منحدر بنات النّعش وقال لناقة :
فقلت اجعلي ضوء الفراقد كلّها |
|
يمينا ومهوى النّسر من عن شمالك |
فإنما يصف سمت جهة وأجراها أنّه يريد في مسيره ما بين منحدر النّسر للمغيب وبين الفرقدين ، فإذا أردت الاهتداء بالنّجوم فاعرف البلد الذي تؤمّه وفي أي أفق هو ، فإن كان في ناحية المشرق كخراسان وما صاقبها ، استقبلت منازل الشّمس والقمر ، إن كان مسيرك ليلا والسّماء مضحية وجعلت الجدي وبنات النعش على يسارك والشّعريين وسهيلا عن يمينك ، وإن كنت في ناحية المغرب استدبرت منازل القمر وجعلت الجدي ، وبنات نعش وراءك والشّعريين وسهيلا عن يسارك. وإن كان في ناحية اليمن جعلت منازل القمر على يمينك وجعلت الجدي وبنات نعش أمامك ، وسهيلا وراءك ، فإذا أنت فعلت ذلك فأنت على سمت الوجه الذي تريد إن كنت على الطّريق غير راجع ولا جائز وإن كان مسيرك ليلا والسّماء غائمة استدللت أيضا بالمشرق والمغرب ، فإن اشتبها عليك استدللت على المشرق بنسيم الصّبا وروحها ، فإنّها تأتي من ناحيته وعلى المغرب بريح الدّبور وحرّها في الصّيف.
وأمّا القبلة فالاستدلال عليها بالجدي : وذلك أن تجعله حذاء منكبك الأيمن ، أو أخدعك ، وإن كان مسيرك نهارا ، فبالشّمس ، فإنّ ما بين المشرق والمغرب قبلة المسافر.
وقال محمد بن كناسة : إذا سقط منزل من منازل القمر بالغداة عند نوئه فعدّ منها سبعة أنجم على موالاة العدد ، فالسّابع هو القبلة إلى أن يسقط العقرب. فإذا سقطت العقرب فالنّعائم قبلة. والبلدة بعد تلك السّاعة قليلا قبلة. ثم يعود الحساب فإذا سقط سعد الذّابح فالحوت قبلة وهو السّابع. ومثال ذلك أنّه إذا سقط الشّرطان كان السّابع منه الذّراع وهو