مكروها. والضّمير في ملاقيه إن شئت جعلته للكدح والأجود أن تجعله للرّب ، والمعنى تلاقي جزاءك منه فيكون على حذف المضاف. والشفق الحمرة تبقى من الشّمس في المغرب إلى وقت العشاء. وقال بعضهم : هو البياض الذي إذا ذهب صلّيت العشاء الآخرة لأنّ الحمرة تذهب عند الظّلام.
قال الفرّاء : سمعت بعض العرب يقول : عليه ثوب مصبوغ كأنه الشّفق وكأن أحمر. قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) [سورة الانشقاق ، الآية : ١٧] أي جمع وأدرك من مقتضياته ، وهوله ويجوز أن يكون وسق بمعنى ، طرد يريد وما جاء به واحتمله ، والوسيقة الطّريدة. وقوله تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) [سورة الانشقاق ، الآية : ١٨] يريد استتبّ ، واستوسق ل ثلاث عشرة وأربع عشرة ، ويجوز أن يريد باتّساقه استمراره في سيره وتناهيه في ازدياد ضيائه : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) [سورة الانشقاق ، الآية : ١٩] كما قيل سادوك كابرا ، عن كابر ، والمعنى كبيرا عن كبير أي يتردّدون بعد أحوال مختلفة ، ويخرجون من بعضها إلى بعض من نشر وحشر وفناء وإعادة ؛ و (الطّبق) الشّدة قال : (قد طرقت ببكرها أم طبق).
وقال :
فلو رآني أبو حسّان وانحسرت |
|
عنيّ الأمور إلى أمر له طبق |
يقال : رغب ، ورهب أنت بينهما حب الحياة ، وهول الموت والشّفق وفائدة القسم تأكيد الوعيد على المخاطبين بهذا الكلام ، وهو قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) [سورة الانشقاق ، الآية : ١٩] وقرئ لتركبنّ جعل الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمراد لتركبنّ طبقا من طباق السّماء.
وقوله تعالى : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [سورة الانشقاق ، الآية : ٢٠] لفظة استفهام معناه الإنكار ، والتبكيت يقول : ما الذي منعهم من الإيمان ، وقد وضحت الدلائل والسّبل ، وتكرّرت الآيات والنّذر ، وضاقت المعذرة وحقّت الكلمة. قوله تعالى : (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) [سورة الانشقاق ، الآية : ٢١] اكبارا وإعظاما وإيمانا ، وإيقانا وهو من المعجزات الباهرة والإلزامات المسكتة. وهل ذهابهم عن تدبّره واشتغالهم إلّا عناد فبشّرهم بعذاب أليم. أصل البشارة من البشرة استبشر بشيء انبسط جلده ، ونضر وجهه ، وهذا وأمثاله إذا استعملت في غيره كقوله : تحية بينهم ضرب وجيع. أي يقيمون بدل التّحية عند اللّقاء ذلك ، فأما قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [سورة القمر ، الآية : ١] فإنما معناه سينشق القمر ، ومن أثبت ذلك دليلا لا ختص به عبد الله بن مسعود ، وإنّ سائر النّاس لم يروه لأنّ الله حال بينهم وبين رؤيته بغمامة ، أو غير ذلك. ويجوز أن يكون غير عبد الله بن مسعود قد رأى ذلك ، فاقتصر في نقله على رؤية عبد الله ، وعلى ما نطق به القرآن من ذكر ،