وقال طرفة :
لعمري لقد مرّت عواطس جمة |
|
ومرّ قبيل الصّبح ظبي مصمع |
قال عواطس لأنّه رأى أشياء مما يتشاءم بها ، فجعل كلّ واحد كالعاطس وجعل الظّبي مصمعا : وهو الصّغير الأذن استقباحا له. وقيل : المصمع : المسرع. قال :
وعجراء دفث بالجناح كأنّه |
|
مع الفجر شيخ في بجاد مقنّع |
فإن تمنعي رزقا لعبد يصيبه |
|
ولن تدفعي بؤسي وما يتوقع |
قال الفرزدق :
إذا وطنا لمغتنيه ابن مدرك |
|
فلقيت من طير العراقيب أخيلا |
ويقال : صبّحهم بأخيل : أي بشؤم. ويقال : بعير مخيول : إذا وقع الأخيل على عجزه فقطعه. وقال الأعشى :
انظر إلى كفّ وأسرارها |
|
هل أنت إن أوعدتني صابر |
جعله مثلا لأنّهم كانوا ينظرون إليها يستدلّون بها. وقال جرير في طريقته :
وما كان ذو شغب يمارس عيصنا |
|
فينظر في كفيه إلا تندّما |
العيص : الأكمة شبّه حسبهم بها ، ومعنى ينظر في كفيه أي إذا تعيف علم أنّه لاق شرا. وقال المرقم السّدوسي مخالفا لهم شعرا :
ولقد غدوت وكنت لا |
|
أغدو على واق وحاتم |
فإذا الأشائم كالأيا |
|
من والأيامن كالأشائم |
الواق : الصّرد ، والحاتم : الغراب. وأنشد الجاحظ :
ولست بهيّاب إذا شدّ رحله |
|
يقول : عداتي اليوم واق وحاتم |
ولكنّه يمضي على ذاك مقدما |
|
إذا صدّ عن تلك الهنات الخثارم |
الخثارم : المتطهّر من الرّجال.
قال الجاحظ : ولإيمان العرب بباب الطّيرة والفأل عقدوا التمائم والرّتائم وعشّروا إذا دخلوا القرى كتعشير الحمار ، واستعملوا في القداح الآمرة والنّاحية والمتربّص ، وهي غير قداح الإيسار ويشتقّون من اسم الشيء المعاين أو المسموع ما يقيمون به العادة في ذلك ، فجعلوا الحمام مرة من الحمام ومرة من الحميم ، ومرة من الحمى. وجعلوا البان مرّة من البين ، ومرّة من البيان.