قد لاح نجم فأضاء مشرقه |
|
يخرج من ظلما عسوف موبقه |
ذاك رسول مفلح من صدقه |
|
الله أعلى أمره وحققه |
قال الرجل : فأتيت مكة فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو إلى الإسلام. فقال عمر : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد صلىاللهعليهوسلم.
وروينا عن أبى المنذر هشام بن محمد الكلبى بإسناد متصل إليه قال : لقيت شيوخا من شيوخ طيئ المقدمين ، فسألتهم عن قصة مازن يعنى مازن بن الغضوبة الطائى ، وسبب إسلامه ووفوده على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإقطاعه أرض عمان ، وذلك بمن الله وفضله.
وكان مازن بأرض عمان بقرية تدعى سنابل. قال مازن : فعترت ذات يوم عتيرة ، وهى الذبيحة ، فسمعت صوتا من الصنم يقول : يا مازن أقبل أقبل ، فاسمع ما لا تجهل ، هذا نبى مرسل ، جاء بحق منزل ، فآمن به كى تعزل ، عن حر نار تشعل ، وقودها بالجندل.
قال مازن : فقلت : إن هذا والله لعجب ، ثم عترت بعد أيام عتيرة أخرى ، فسمعت صوتا أبين من الأول ، وهو يقول : يا مازن اسمع تسر ، ظهر خير وبطن شر ، بعث نبى من مضر ، بدين الله الأكبر ، فدع نحيتا من حجر ، تسلم من حر سقر.
قال مازن : فقلت إن هذا والله لعجب وإنه لخير يراد بى ، وقدم علينا رجل من أهل الحجاز فقلنا : ما الخبر وراءك؟ قال : خرج بتهامة رجل يقول لمن أتاه : أجيبوا داعى الله ، يقال له : أحمد.
فقلت : هذا والله نبأ ما سمعت. فثرت إلى الصنم فكسرته جذاذا وشددت راحلتى ورحلت ، حتى أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فشرح لى الإسلام فأسلمت ، فأنشأت أقول :
كسرت ياجر أجذاذا وكان لنا |
|
ربا نطيف به ضلا بتضلال |
بالهاشمى هدانا من ضلالتنا |
|
ولم يكن دينه منا على بال |
يا راكبا بلغن عمرا وإخوتها |
|
أنى لمن قال ربى ياجر قالى |
وقلت : يا رسول الله ، إنى امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر وبالهلوك إلى النساء ، وألحت على السنون ، فأذهبن الأموال وأهزلن الذرارى والرجال ، وليس لى ولد ، فادع الله أن يذهب عنى ما أجد ويأتينى بالحياء ، ويهب لى ولدا. فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اللهم أبدله