العاص (٧٤) ، فقالوا لهم : يا أهل يثرب ، إنا أولى منكم لأنا صلته ولحمته. فقال لهم الأوس والخزرج : بل نحن أولى به منكم لأنا وإياه نعبد ربا واحدا.
فلما رأت قريش منهم صدق الهمة وقوة العزم خافوا حدوث الشر ، فدافعوهم بالتي هي أحسن وقالوا : خلّوا بيننا وبينه على أن له الأمان والذمام
__________________
(٧٢) منبه (... ـ ٢ ه) ـ (... ـ ٦٢٤ م) : هو منبه بن الحجاج السهمي ، نديم جاهلي ، من أشراف قريش في الجاهلية وزنادقتها ، قال ابن حبيب : تعلموا الزندقة من نصارى الحيرة ، وكان منبه نديما لطعيمة بن عدي ، وحضر معه وقعة بدر ، ونحر منبه عشرا من الإبل ، وقتله أبو قيس الأنصاري في تلك الوقعة. وكان له أخ اسمه (نبيه) شهد بدرا معه ، وقتله المسلمون أيضا (الأعلام ٧ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠).
(٧٣) النضر بن الحارث (... ـ ٢ ه) ـ (... ـ ٦٢٤ م) : هو ابن علقمة بن كلدة بن عبد مناف من بني عبد الدار ، من قريش ، صاحب لواء المشركين ببدر. كان من شجعان قريش ، ووجوهها ومن شياطينها ، له اطلاع على كتب الفرس وغيرهم ، وقرأ تاريخهم في الحيرة ، وهو أول من غنى على العود بألحان الفرس ، وهو ابن خالة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولما ظهر الإسلام استمر على عقيدة الجاهلية وآذى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كثيرا ، وكان إذا جلس النبي مجلسا للتذكير بالله والتحذير من مثل ما أصاب الأمم الخالية من نقمة الله ، جلس النضر بعده فحدث قريشا بأخبار ملوك فارس ورستم وإسفنديار ، ويقول : أنا أحسن منه حديثا!! إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين!! وشهد وقعة بدر مع مشركي قريش ، فأسره المسلمون ، وقتلوه بالأثيل ، قرب المدينة ، بعد انصرافهم من الوقعة ، وقيل : إن النضر لم يقتل صبرا ، وإنما أصابته جراحة فامتنع عن الطعام والشراب مادام في أيدي المسلمين ، فمات. (الأعلام ٨ / ٣٣).
(٧٤) عمرو بن العاص (٥٠ ق ه ـ ٤٣ ه) ـ (٥٧٤ ـ ٦٦٤ م) : هو ابن وائل السهمي القرشي ، أبو عبد الله ، فاتح مصر وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم ، كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام ، وأسلم في هدنة الحديبية ، وولاه النبي صلىاللهعليهوسلم إمرة جيش ذات السلاسل ، وأمدّه بأبي بكر وعمر ، ثم استعمله على عمان ، ثم كان من أمراء الجيوش في الجهاد بالشام في زمن عمر ، وهو الذي افتتح قنسرين ، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكة ، وولاه عمر فلسطين ، ثم مصر فافتتحها ، وعزله عثمان ، ولما كانت الفتنة بين علي ومعاوية كان عمرو مع معاوية ، فولاه معاوية على مصر سنة ٣٨ ه ، وأطلق له خراجها ست سنين ، فجمع أموالا طائلة ، وتوفي بالقاهرة (الأعلام ٥ / ٧٩).