هذه النسخة الموسومة بالشجرة المباركة
المشتهرة بإلزام الناصب في إثبات
الحجّة الغائب عجّل الله تعالى فرجه
وسهّل الله مخرجه
بسم الله الرّحمن الرحيم
نحمدك اللهمّ يا من خصّنا بحججه البالغة ونعمه السابغة الذين بهم رزق الورى وبيمنهم ثبتت الأرض والسماء ، ولولاهم لساخت الأرض بأهلها ، نشكرك اللهمّ يا من حبانا بخاتم الأوصياء وخاتم الأصفياء وفتننا بغيبته التامّة الإلهية الكبرى والطامة العظمى ومنّ على المؤمنين المنتظرين لدولته ووصفهم بالذكر بقوله (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ، (١) والصلاة والسلام على خاتم صحيفة النبوّة والمبعوث على الأمّة بالهداية والرحمة ، المبشّر برجعته والمنذر لغيبته ودولته والمذكّر لقيامه وسلطنته حيث أمره الله بقوله (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) ، (٢) وعلى آله وعترته الهداة البررة الكرام ، واللعنة على أعاديهم من الآن إلى يوم القيام.
أمّا بعد فيقول العبد الراجي عفو ربّه الغني ابن المرحوم زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري علي : إنّي بعد إقامتي في الحائر المقدّسة على ساكنيه آلاف التحية كنت كثيرا ما عازما أن أمهّد صحيفة جامعة في أحوال سيّدنا وإمامنا النجم الثاقب والإمام الغائب حجّة الله المنتظر عجّل الله تعالى فرجه ولا يسعني الزمان من تقلّب الدهر الخوان واختلال البال وكثرة الاشتغال ، إلى أن كاد الفراغ من كتابنا الجامع الموسوم ب (حدائق الجنان في ذكر ما ينبغي أن يطّلع عليه الإنسان) وقد خرج منه مجلدات وقد سنح ببالي أن أمهّد شجرة منها في ذلك واجعل كراريس في ترجمة الإمام وقطب رحى الإسلام عجّل الله فرجه ، فبينما أنا فيه وإذا بسانحة عظيمة وعويصة فخيمة وداهية قد أوقعتني في محبس الاعتزال ومسجن
__________________
(١) البقرة : ٤.
(٢) إبراهيم : ٥.