الآية العاشرة : قوله تعالى في سورة ص (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(١). عن بصائر الدرجات عن أبي عبيدة الحذاء قال : كنّا زمان أبي جعفر عليهالسلام مضى حين نردد كالغنم لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا أبا عبيدة من إمامك؟ قال : قلت : أئمّتي آل محمّد صلىاللهعليهوآله. قال : هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر وهو يقول : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية. قلت : بلى لعمري لقد كان ذلك.
ثمّ بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد الله فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له : لقيت سالما فقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا. فقال أبو عبد الله : يا ويل لسالم ثلاث مرّات أما يدري سالم ما منزلة الإمام ، الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعين ، يا أبا عبيدة إنّه لم يمت منّا ميّت حتّى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ، ويسير بمثل سيرته ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة إنّه لم يمنع الله ما أعطى داود أن يعطي سليمان أفضل ممّا أعطى داود ، ثمّ قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ). قال : قلت : ما أعطاه الله جعلت فداك؟ قال : نعم يا أبا عبيدة إنّه إذا قام قائم آل محمّد حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل الناس البيّنة (٢).
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى في سورة الواقعة (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٣).
في الدمعة عن غيبة النعماني عن داود بن كثير الرقي قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) قال : نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، وقبل أن يخلق الخلق بألفي عام. فقلت : فسّر لي ذلك؟ فقال : إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا فقال ادخلوها فكان أوّل من دخلها محمد صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة ، إمام بعد إمام ثمّ أتبعهم بشيعتهم ، فهم والله السابقون (٤).
الآية الثانية عشرة : قوله تعالى في سورة الصف (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ
__________________
(١) ص : ٣٩.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٠٩ باب النوادر ح ١١ و ١٥.
(٣) الواقعة : ١٠ ـ ١١.
(٤) غيبة النعماني : ٩٠ ح ٢٠.