عباس فقال : إنّما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر ـ أي دولة الحق ـ إنّ الله لا يعجل لعجلة العباد ، إنّ لهذا الأمر غاية ينتهي إليها ، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا(١).
وفي إثبات الهداة للحرّ العاملي رحمهالله في وصية النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام قال : يا علي أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان ، لم يروا النبي ، وحجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض (٢).
وفي الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام : أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها ، يقول فيها : ألا إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيّه ، والذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقنّ سبّاقون كانوا قصروا ، وليقصرنّ سباقون كانوا سبقوا ، والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة ، ولقد نبّئت بهذا المقام وهذا اليوم (٣).
وفيه عن أبي يعفور : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب.
قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال : نفر يسير. قلت : والله إنّ من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال : لأنه للناس أن يمحصوا ويميّزوا ويغربلوا ، ويستخرج بالغربال خلق كثير (٤).
وفيه عن منصور عن أبي عبد الله عليهالسلام : يا منصور إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلّا بعد إياس ، لا والله حتى يميّزوا ، ولا والله حتى يمحصوا ، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد (٥).
وفيه عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليهالسلام (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٦) ثمّ قال لي : ما الفتنة؟ قلت : جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين. فقال : يفتنون كما يفتن الذهب ، ثمّ قال : يخلصون كما يخلص الذهب (٧).
__________________
(١) الكافي : ١ / ٣٦٩ ح ٧.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٤٦٦.
(٣) الكافي : ١ / ٣٦٩ ح ١.
(٤) الكافي : ١ / ٣٧٠ ح ٢.
(٥) الكافي : ١ / ٣٧٠ ح ٣.
(٦) العنكبوت : ١ ـ ٢.
(٧) الكافي : ١ / ٣٧٠ ح ٤.