رسول الله كيف يصلح للإمامة؟ يا سلمان ويا جندب فأنا ورسول الله نور واحد صار رسول الله محمّد المصطفى وصرت أنا وصيّه المرتضى ، وصار محمّد الناطق وصرت أنا الصامت ، وإنّه لا بدّ في كلّ عصر من الأعصار أن يكون فيه ناطق وصامت. يا سلمان صار محمّد المنذر وصرت أنا الهادي وذلك قوله عزوجل (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (١) فرسول الله المنذر وأنا الهادي (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ. عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ. سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ. لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (٢).
قال : فضرب بيده على الأخرى وقال : صار محمّد صلىاللهعليهوآله صاحب الجمع وصرت أنا صاحب النشر وصار محمّد صاحب الجنّة وصرت أنا صاحب النار ، أقول لها خذي هذا وذري هذا ، وصار محمّد صاحب الرجفة وصرت أنا صاحب الهدة وأنا صاحب اللوح المحفوظ ، ألهمني الله عزوجل علم ما فيه ، نعم يا سلمان ويا جندب صار محمّد (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (٣) وصار محمد (ن وَالْقَلَمِ) (٤) وصار محمد (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٥) وصار محمّد صاحب الدلالات ، وصرت أنا صاحب المعجزات والآيات وصار محمد خاتم النبيّين وصرت أنا خاتم الوصيّين ، وأنا الصراط المستقيم وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ولا أحد اختلف إلّا في ولايتي ، وصار محمد صاحب الدعوة وصرت أنا صاحب السيف وصار محمّد نبيّا مرسلا وصرت أنا صاحب أمر النبيّ ، قال الله عزوجل (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (٦) وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح إلّا على ملك مقرّب أو نبي مرسل أو وصي منتجب فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه من الناس وفوّض إليه القدرة وأحيى الموتى وعلم بما كان وما يكون وسار من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين وعلم ما في الضمائر والقلوب وعلم ما في السماوات والأرض. يا سلمان ويا جندب وصار محمد الذكر الذي قال الله عزوجل (قَدْ
__________________
(١) الرعد : ٧.
(٢) الرعد : ٨ ـ ١١.
(٣) يس : ١ ـ ٢.
(٤) القلم : ١.
(٥) طه : ١ ـ ٢.
(٦) غافر : ١٥.