من أمر خصّه الله تعالى بمحمّد وأوصيائه عليهمالسلام. قال : نعم اقرأ هذه الآية (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) (١) ، وقوله تعالى (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٢) قلت : فرّج الله عنك كما فرّجت عنّي ووقفتني على معرفة الروح والأمر. ثمّ قلت : يا سيّدي صلّى الله عليك فأكثر الشيعة مقصّرون وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحدا. قال : يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا فإنّي أعرف منهم نفرا قلائل يأتون ويسلمون ويتعلّمون منّي شيئا من سرّنا ومكنوننا وباطن علومنا. قلت : إنّ فلان بن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله وذلك أنّي سمعت منهم سرّا من أسراركم وباطنا من علومكم ولا أظنّ إلّا وقد كملوا وبلغوا. قال : يا جابر ادعهم غدا وأحضرهم معك. قال : فأحضرتهم من الغد فسلّموا على الإمام وبجّلوه ووقّروه ووقفوا بين يديه.
فقال : يا جابر أما إنّهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية ، أتقرّون أيّها النفر أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه ولا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون؟ قالوا : نعم إنّ الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. قال جابر : فقلت : الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا. قال : يا جابر لا تعجل بما لا تعلم ، فبقيت متحيّرا. فقال عليهالسلام : هل يقدر علي بن الحسين عليهالسلام أن يصير بصورة ابنه محمد وهل يقدر ابني محمد أن يصير بصورتي؟ قال جابر : فسألتهم فأمسكوا وسكتوا. قال : يا جابر سلهم : هل يقدر محمّد أن يكون بصورتي؟ قال جابر : فأسألتهم فأمسكوا وسكتوا. قال : فنظر إليّ الإمام وقال : يا جابر هذا ما أخبرتك به قد بقي عليهم بقيّة. فقلت لهم : ما لكم لا تجيبون إمامكم فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال : يا جابر هذا ما أخبرتك به ، قد بقي عليهم بقيّة. وقال الباقر عليهالسلام : ما لكم لا تنطقون فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون وقالوا : يا بن رسول الله لا علم لنا فعلّمنا. قال : فنظر الإمام سيّد العابدين علي بن الحسين إلى ابنه محمّد الباقر عليهالسلام وقال لهم : من هذا؟ قالوا : ابنك. فقال لهم : من أنا؟ قالوا : أبوه علي بن الحسين عليهماالسلام. قال : فتكلّم بكلام لم نفهم فإذا محمّد بصورة أبيه علي بن الحسين وعلي بصورة ابنه محمّد ، قالوا : لا إله إلّا الله. فقال الإمام : لا تعجبوا من قدرة الله أنا محمّد ومحمّد أنا. وقال محمّد : لا تعجبوا من أمر الله أنا علي وعلي أنا وكلّنا واحد من نور
__________________
(١) الشورى : ٥٢.
(٢) المجادلة : ٢٢.