ابن عبد العزيز الكندي الصّيرفي يعرف بابن الجبّي ويلقّب سيبويه ، وكان فصيحا ، قال الأمير أبو نصر : ويكنى أبا عمران ، وولد سنة ٢٨٤ ، ومات في صفر سنة ٣٥٨ ، سمع أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي وأبا عبد الرحمن النّسوي وأبا جعفر الطحاوي وتفقّه للشافعي وجالس أبا هاشم المقدسي وأبا بكر محمد بن أحمد بن الحدّاد وتلمذ له ، وكان يظهر الاعتزال ويتكلم على ألفاظ الصالحين ، وله شعر ، ويظهر الوسوسة. والجبّة أيضا ، قال أبو بكر بن نفطة : قال لي محمد بن عبد الواحد المقدسي إنها قرية من أعمال طرابلس الشام ؛ منها أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن ابن أبي الفرج الجبائي الشامي ، قلت : كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبّي ، سمع ببغداد
من أبي الفضل محمد بن ناصر ومحمد بن عمر الأرموي وغيرهما ، وبأصبهان من أبي الخير محمد بن أحمد الباغباني ومسعود الثقفي وآخرين ، وأقام بها وحدث ، وكان ثقة صالحا ، وكانت وفاته بأصبهان في ثالث جمادى الآخرة سنة ٦٠٥.
الجبيْبُ : تصغير الجبّ ؛ قال نصر : هو واد عند كحلة ، قال دريد بن الصّمّة :
فكنت ، كأنّي واثق بمصدّر |
|
يمشّي بأكناف الجبيب فثهمد |
والجبيب أيضا : واد آخر من أودية أجإ ؛ قال ابن أحمر :
خلد الجبيب وباد حاضره ، |
|
إلّا منازل كلها قفر |
الجُبيْلُ : تصغير جبل ، ذكره في كتاب البخاري ، قيل : هو الجبل الذي بالسوق ، وهو سلع ، وقيل : بل هو جبل سلم. وجبيل أيضا : بلد في سواحل دمشق في الإقليم الرابع ، طوله ستون درجة ، وعرضه أربع وثلاثون درجة ، وهو بلد مشهور في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت من فتوح يزيد ابن أبي سفيان وبقي بأيدي المسلمين إلى أن نزل عليه صنجيل الفرنجي ، لعنة الله ، فحاصره وأعانه مراكب لقوم آخرين في البحر ، وراسل صنجيل أهله وأعطاهم الأمان وحلف لهم فسلموا إليه ، وذلك في سنة ٥٩٦ ، فلما صاروا في قبضته قال لهم : إني قد وعدت أصحاب المراكب بعشرة آلاف دينار وأريدها منكم ، وكان يأخذ منهم المصاغ كل ثلاثة مثاقيل بدينار والفضة كل سبعين درهما بدينار ، فاستأصلهم بذلك ؛ ولم تزل بأيدي الأفرنج إلى أن فتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب فيما فتحه من الساحل في سنة ٥٨٣ ، ورتب فيها قوما من الأكراد لحفظها ، فبقيت على ذلك إلى سنة ٥٩٣ ، فباعها الأكراد الذين كانوا بها وانصرفوا عنها إلى حيث لا يعلم ، فهي إلى الآن بأيدي الأفرنج ؛ ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو سعيد الجبيلي ، روى عن أبي الزياد عبد الملك بن داود ، روى عنه عبد الله ابن يوسف وغيره وعبيد بن حيان الجبيلي ، حدث عن مالك بن أنس وعن الأوزاعي ونظرائهما ، وروى عنه صفوان بن صالح والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وأبو زرعة الدمشقي ؛ وزيد بن القاسم السلمي الجبيلي ، حدث عن آدم بن أبي إياس ، حدث عنه خيثمة بن سليمان ؛ وأبو قدامة الجبيلي ، حدث عن عقبة بن علقمة البيروتي ومحمد بن الحارث البيروتي ، حدث عنه صفوان بن صالح ، روى عنه الطبراني ؛ وأبو سليمان إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي ، يروي عن إسرائيل بن روح وسويد بن عبد العزيز وعمر ابن هاشم البيروتي ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن شعيب بن سابور وحمزة بن ربيعة ومحمد بن فديك ابن إسماعيل القيسراني وعبيد بن حيان ومحمد بن