وطلب الهرمزان الأمان فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلّا على حكم عمر ، رضي الله عنه ، فنزل على ذلك ، فقتل أبو موسى من كان في القلعة جهرا ممن لا أمان له وحمل الهرمزان إلى عمر فاستحياه إلى أن قتله عبيد الله بن عمر ، إذ اتّهمه بموافقة أبي لؤلؤة على قتل أبيه ؛ وينسب إلى تستر جماعة ، منهم : سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله التستري شيخ الصوفية ، صحب ذا النون المصري ، وكانت له كرامات ، وسكن البصرة ، ومات سنة ٢٨٣ وقيل سنة ٢٧٣ ؛ وأما أحمد بن عيسى بن حسّان أبو عبد الله المصري يعرف بالتستري ، قيل إنه كان يتّجر في الثياب التسترية ، وقيل كان يسافر إلى تستر ، حدث عن مفضّل بن فضالة المصري ورشيد بن سعيد المهري ، روى عنه مسلم بن الحجاج النيسابوري وإبراهيم الحربي وابن أبي الدّنيا وعبد الله بن محمد البغوي ، وسمع يحيى بن معين يحلف بالله الذي لا إله إلا هو أنه كذاب ، وذكره أبو عبد الرحمن النسائي في شيوخه وقال : لا بأس به ، ومات بسامرّاء سنة ٢٤٣.
التُّستَرِيُّون : جمع نسبة الذي قبله : محلّة كانت ببغداد في الجانب الغربي بين دجلة وباب البصرة ؛ عن ابن نقطة ، يسكنها أهل تستر ، وتعمل بها الثياب التّسترية ؛ ينسب إليها أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري التّستري المقري ، سمع أبا طالب العشاري وأبا إسحاق البرمكي وغيرهما ، وانفرد بالرواية عن ابن شيخ الحروري ، روى عنه خلق كثير ، آخرهم أبو اليمن الكندي ، مولده سنة ٤٣٥ ؛ وشجاع بن عليّ الملاح التستري ، حدث عن أبي القاسم الحريري ، سمع منه محمد بن مشق ؛ وعبد الرّزاق بن أحمد بن محمد البقال التّستري ، كان ورعا صالحا ، توفي في شهر رمضان سنة ٤٦٨ حدثا ؛ وبركة بن نزار بن عبد الواحد أبو الحسين التّستري ، حدث عن أبي القاسم الحريري وغيره ، وتوفي سنة ٦٠٠ ؛ وأخوه عبد الواحد بن نزار أبو نزار ، حدث عن عمر بن عبد الله الحربي وأبي الحسن عليّ بن محمد ابن أبي عمر البزاز بالمجلس الأول من أمالي طراد ، سمع منه الإمام الحافظ ابن نقطة وذكر ذلك من شجاع إلى هنا.
التَّسْرِيرُ : بالفتح ثم السكون ، وكسر الراء ، وياء ساكنة ، وراء ؛ قال أبو زياد الكلابي : التسرير ذو بحار ، وأسفله حيث انتهت سيوله سمّي السّرّ ؛ قال : وقال أعرابي طاح في بعض القرى لمرض أصابه فسأله من يأتيه أي شيء تشتهي؟ فقال :
إذا يقولون : ما يشفيك؟ قلت لهم : |
|
دخان رمث من التسرير يشفيني |
مما يضمّ إلى عمران حاطبه |
|
من الجنينة ، جزلا غير موزون |
الرّمث : وقود وحطب حارّ ودخانه ينفع من الزّكام ؛ وقال أبو زياد في موضع آخر : ذو بحار واد يصب أعلاه في بلاد بني كلاب ثم يسلك نحو مهبّ الصبا ويسلك بين الشّريف شريف بني نمير وبين جبلة في بلاد بني تميم حتى ينتهي إلى مكان يقال له التّسرير من بلاد عكل ، قال : وفي التسرير أثناء ، وهي المعاطف ، فيه منها ثني لغنيّ بن أعصر وثني نمير بن عامر ، وفيه ماء يقال له الغريفة وجبل يقال له الغريف ، وثني لبني ضبّة لهم فيه مياه ودار واسعة ، ثم سائر التسرير إلى أن ينتهي في بلاد تميم ؛ قال الراعي :
حيّ الديار ، ديار أم بشير ، |
|
بنو يعتين فشاطئ التسرير |