تشقّ الأحزّة سلّافنا ، |
|
كما شقّق الهاجريّ الديارا |
شر بن بحوّاء من ناجر ، |
|
وسرن ثلاثا ، فأين الجفارا (١) |
وجلّلن دمخا دماغ العرو |
|
س أدنت على حاجبيها الخمارا |
فكادت فزارة تصلى بنا ، |
|
فأولى فزارة أولى فزارا |
الحَوْأَبُ : بالفتح ثم السكون ، وهمزة مفتوحة ، وباء موحدة ، وأصله في اللغة ، يقال : حافر حوأب وأب صعب ، والحوأبة : العلبة الضخمة ، والحوأب : الوادي الوسيع في هذه. والحوأب : موضع في طريق البصرة محاذي البقرة ماءة أيضا من مياههم ، قال أبو زياد : ومن مياه أبي بكر بن كلاب الحوأب ، وهو من المياه الأعداد وقديم جاهليّ ، وقال نصر : الحوأب من مياه العرب على طريق البصرة ، والحوأب والعناب والحزيز : جبال سود أظنها في ديار عوف ابن عبد بن أبي بكر بن كلاب أخي قريط بن عبد ، وقيل : سمي الحوأب بالحوأب بنت كلب بن وبرة ، وهي أم تميم وبكر المعروف بالشعيراء والغوث وهو الربيط ، وهو صوفة وثعلبة ، وهو ظاعنة وغيرهم من ولد مرّ بن أد بن طابخة ، وبالحوأب حصن لعبد العزيز بن زرارة الكلبي ، وقال أبو منصور : الحوأب موضع بئر نبحت كلابه على عائشة أم المؤمنين عند مقبلها إلى البصرة ، ثم أنشد :
ما هي إلّا شربة بالحوأب ، |
|
فصعّدي من بعدها أو صوّبي |
وفي الحديث : أن عائشة لما أرادت المضي إلى البصرة في وقعة الجمل مرّت بهذا الموضع فسمعت نباح الكلاب فقالت : ما هذا الموضع؟ فقيل لها : هذا موضع يقال له الحوأب ، فقالت : إنا لله ما أراني إلا صاحبة لقصة ، فقيل لها : وأيّ قصة؟ قالت : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول وعنده نساؤه : ليت شعري أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب سائرة إلى الشرق في كتيبة! وهمّت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها أنه ليس بالحوأب ، وفي كتاب سيف : أن فلال يوم بزاخة الذين كانوا مع طليحة المتنبي أجمعت إلى ظفر وبها أم زمل سلمى بنت مالك ابن حذيفة بن بدر الفزارية ، وكانت عزيزة في أهلها مثل أمّها أم قرفة ، فنزلوا إليها فذمرتهم وأقرّتهم بالحرب ، وكانت أم زمل قد سبيت أيام أمّ قرفة فوهبت لعائشة فأعتقتها ، فكانت تكون عندها ، وقد كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، دخل عليهن فقال : إن إحداكن تستنبح كلاب أهل الحوأب ، ثم رجعت سلمى إلى قومها وارتدّت فيمن ارتدّ ، فلما رجع إليها الفلال طلبت بذلك الثأر فسيّرت ما بين ظفر والحوأب حتى تجمع لها خلق كثير من غطفان وهوازن وسليم وأسد وطئ ، فبلغ ذلك خالدا ، فسار إليها واقتتل الفريقان قتالا شديدا وهي راكبة على جمل أمها حتى اجتمع على الجمل أناس من المسلمين فعقروه وقتلوها وقتلوا حولها مائة رجل ، فكانوا يروون أنها التي عناها النبي ، صلى الله عليه وسلم.
والحوأب في أخبار الردّة : مخلاف بالطائف. والحوأب أيضا : جبل أسود تقدم ذكره.
حُوَارُ : الضم والكسر ، وتخفيف الواو ، وهو بالضم ولد الناقة ، ولا يزال حوارا حتى يفصل عن أمه ، فإذا فصل فهو الفصيل ، والحوار فيمن كسره المحاورة ، وهو مراجعة الكلام. وحوار : ناحية
__________________
(١) قوله : فأين الجفارا ، هكذا في الأصل.