المقام عند النعمان فأذن له ، فلم يزل عنده نازلا قصره الخورنق حتى صار رجلا ومات أبوه فكان من أمره في طلب الملك حتى ظفر به ما هو متعارف مشهور ، وقال الهيثم بن عدي : لم يقدم أحد من الولاة الكوفة إلا وأحدث في قصرها المعروف بالخورنق شيئا من الأبنية ، فلما قدم الضّحّاك بن قيس بني فيه مواضع وبيّضه وتفقّده ، فدخل إليه شريح القاضي فقال : يا أبا أميّة أرأيت بناء أحسن من هذا؟ قال : نعم ، السماء وما بناها! قال : ما سألتك عن السماء ، أقسم لتسبّن أبا تراب ، قال : لا أفعل ، قال : ولم؟ قال : لأنا نعظم أحياء قريش ولا نسب موتاهم ، قال : جزاك الله خيرا! وقال علي بن محمد العلوي الكوفي المعروف بالحمّاني :
سقيا لمنزلة وطيب ، |
|
بين الخورنق والكثيب |
بمدافع الجرعات من |
|
أكناف قصر أبي الخصيب |
دار تخيّرها الملو |
|
ك ، فهتّكت رأي اللبيب |
أيام كنت ، من الغواني ، |
|
في السواد من القلوب |
لو يستطعن خبأنني |
|
بين المخانق والجيوب |
أيام كنت ، وكنّ لا |
|
متحرّجين من الذنوب |
غرّين يشتكيان ما |
|
يجدان بالدمع السّروب |
لم يعرفا نكدا سوى |
|
صدّ الحبيب عن الحبيب |
وقال علي بن محمد الكوفي أيضا :
كم وقفة لك بالخور |
|
نق ما توازى بالمواقف |
بين الغدير إلى السدي |
|
ر إلى ديارات الأساقف |
فمدارج الرهبان في |
|
أطمار خائفة وخائف |
دمن كأن رياضها |
|
يكسين أعلام المطارف |
وكأنما غدرانها |
|
فيها عشور في مصاحف |
وكأنما أغصانها |
|
تهتزّ بالريح العواصف |
طرر الوصائف يلتقين |
|
بها إلى طرر المصاحف |
تلقى أواخرها أوا |
|
ئلها بألوان الرّفارف |
بحريّة شتواتها ، |
|
برّيّة منها المصائف |
درّيّة الصهباء كا |
|
فوريّة منها المشارف |
خُوزانُ : بضم أوله ، وبعد الواو زاي ، وآخره نون : قرية من نواحي هراة. وخوزان أيضا : قرية من نواحي پنج ده كثيرة الخير والخضرة ، وهاتان من نواحي خراسان ، قال الحازمي : وخوزان من قرى أصبهان ورأيتها ، قال : وقال لي أبو موسى الحافظ وينسب إليها أحمد بن محمد الخوزاني شاعر متأخر ، روى عنه أبو رجاء هبة الله بن محمد بن عليّ الشيرازي ، قال : أنشدني أحمد بن محمد الخوزاني لنفسه :