وكان إبراهيم بن عربي قد حبسه بدوار :
إني دعوتك يا إله محمد |
|
دعوى ، فأولها لي استغفار |
لتجيرني من شرّ ما أنا خائف ، |
|
ربّ البريّة! ليس مثلك جار |
تقضي ولا يقضى عليك ، وإنما ، |
|
ربي ، بعلمك تنزل الأقدار |
كانت منازلنا التي كنا بها |
|
شتى ، وألّف بيننا دوّار |
سجن يلاقي أهله من خوفه |
|
أزلا ، ويمنع منهم الزوار |
يغشون مقطرة كأنّ عمودها |
|
عنق يعرّق لحمها الجزّار |
وقال جحدر أيضا :
يا ربّ دوّار أنقذ أهله عجلا ، |
|
وانقض مرائره من بعد إبرام |
ربّ ارمه بخراب ، وارم بانيه |
|
بصولة من أبي شبلين ضرغام |
وقال عطارد اللصّ :
ليست كليلة دوّار يؤرّقني |
|
فيها تأوّه عان من بني السيّد |
ونحن من عصبة عضّ الحديد بهم ، |
|
من مشتك كبله فيهم ومصفود |
كأنما أهل حجر ينظرون متى |
|
يرونني جارحا طيرا أباديد(١) |
دُوَّارُ : بضم أوله ، وتشديد ثانيه ، وآخره راء : اسم واد ، وقيل جبل ، قال النابغة الذبياني :
لا أعرفن ربربا حورا مدامعها |
|
كأنهن نعاج حول دوّار |
وقال أبو عبيدة في شرح هذا البيت : دوّار موضع في الرمل ، بالضم ، ودوّار ، بالفتح : سجن ، وقال جرير :
أزمان ، أهلك في الجميع تربّعوا |
|
ذا البيض ثم تصيّفوا دوّارا |
كذا ضبطه ابن أخي الشافعي ، وكذا هو بخط الأزدي في شعر ابن مقبل :
أإحدى بني عبس ذكرت ، ودونها |
|
سنيح ومن رمل البعوضة منكب |
وكتمى ودوّار كأنّ ذراهما ، |
|
وقد خفيا إلا الغوارب ، ربرب |
وهذا يدل على أنه جبل.
الدُّوَاعُ : بضم أوله ، وآخره عين مهملة : موضع كانت فيه وقعة للعرب ، ومنه يوم الدواع.
دُوَافٌ : بضم أوله ، وآخره فاء : موضع في قول ابن مقبل :
فلبّده مسّ القطار ورخّه |
|
نعاج دواف قبل أن يتشددا |
رخّه : وطئه ، وهو فعال من الدوف وهو السحق ، وقيل البل.
الدَّوانِكُ : موضع في قول متمم بن نويرة :
وقالوا : أتبكي كل قبر رأيته |
|
لقبر ثوى بين اللّوى فالدوانك؟ |
فقلت لهم : إن الشجا يبعث الشجا ، |
|
دعوني فهذا كله قبر مالك |
وقال الحطيئة :
أدار سليمى بالدوانك فالعرف! |
|
أقامت على الأرواح فالديم الوطف |
__________________
(١) ـ في هذا البيت إقواء.