الدمشقي ، سكن بيروت وكان أحد الزهاد ، حدث عن إبراهيم بن أيوب الحوراني وأحمد بن عاصم الأنطاكي وأحمد بن أبي الحوارى وهشام بن عمار ، روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو العباس الأصم ومحمد ابن المنذر شكّر الهروي وأبو نعيم الأستراباذي وعبد الرحمن بن داود بن منصور ، ذكره أبو القاسم ، وينسب إلى دومة جماعة من رواة الحديث ، منهم : شجاع بن بكر بن محمد أبو محمد التميمي الدومي ، حدث عن أبي محمد هشام بن محمد الكوفي ، روى عنه عبد العزيز الكناني.
دَوْمَ الإيادِ : بفتح أوله ، والإياد بالياء المثناة من تحت وكسر الهمزة ، والدّوم عند العرب : شجر المقل ، والدوم أيضا الظل الدائم : وهو موضع في شعر ابن مقبل :
قوم محاضرهم شتى ، ومجمعهم |
|
دوم الإياد وفاثور ، إذا اجتمعوا |
دُومَةُ الجندَل : بضم أوله وفتحه ، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين ، وقد جاء في حديث الواقدي دوماء الجندل ، وعدّها ابن الفقيه من أعمال المدينة ، سمّيت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم ، وقال الزّجاجي : دومان بن إسماعيل ، وقيل : كان لإسماعيل ولد اسمه دما ولعله مغير منه ، وقال ابن الكلبي : دوماء بن إسماعيل ، قال : ولما كثر ولد إسماعيل ، عليه السلام ، بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة وبنى به حصنا فقيل دوماء ونسب الحصن إليه ، وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول ، صلى الله عليه وسلّم ، وقال أبو سعد : دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ ، قال : ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع ، وحصنها مارد ، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل ، وقال أبو عبيد السكوني : دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب ، قال : ودومة من القريات ، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال ، والقريات : دومة وسكاكة وذو القارة ، فأما دومة فعليها سور يتحصن به ، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد ، وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحيّ بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير وهو كندة السكوني الكندي ، وكان النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، وجّه إليه خالد بن الوليد من تبوك وقال له ستلقاه يصيد الوحش ، وجاءت بقرة وحشية فحكّكت قرونها بحصنه فنزل إليها ليلا ليصيدها فهجم عليه خالد فأسره وقتل أخاه حسان بن عبد الملك وافتتحها خالد عنوة ، وذلك في سنة تسع للهجرة ، ثم إن النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، صالح أكيدر على دومة وآمنه وقرّر عليه وعلى أهله الجزية ، وكان نصرانيّا فأسلم أخوه حريث فأقرّه النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، على ما في يده ونقض أكيدر الصلح بعد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فأجلاه عمر ، رضي الله عنه ، من دومة فيمن أجلى من مخالفي دين الإسلام إلى الحيرة فنزل في موضع منها قرب عين التمر وبنى به منازل وسمّاها دومة ، وقيل : دوماء باسم حصنه بوادي القرى ، فهو قائم يعرف إلا أنه خراب ، قال : وفي إجلاء عمر ، رضي الله عنه ، أكيدر يقول الشاعر :
يا من رأى ظعنا تحمّل غدوة |
|
من ال أكدر ، شجوه يعنيني |