مجزوم الآخر لا مبنيّا ، فهو معرب إعراب أصله المقتطع منه (١). وعلى ضوء ما هو معروف عند المعتزلة من أن المسلم الفاسق فى منزلة وسطى بين المؤمن والكافر ذهب إلى أن «كلا» التى يضعها الخليل والبصريون فى باب الأسماء ليست اسما ولا فعلا بل هى فى مرتبة متوسطة بينهما ، واحتج لذلك بأنها لا تنفرد أى أنه ليس لها مفرد ، وأنها كالفعل الماضى المعتل الآخر المنقلبة ألفه عن ياء ، إذا وليها اسم ظاهر لزمتها الألف ، وإذا وليها ضمير قلبت ياء فتقول رأيت كلا الرجلين ورأيت كليهما ، كما تقول قضى الحق وقضيته (٢).
وأكثر من التبديل والتغيير فى المصطلحات النحوية التى وضعها الخليل وسيبويه ، وأضاف إليها بعض المصطلحات الجديدة ، ونحن نعرض ذلك عنده من كلامه ومن كتب النحاة ، وأول ما نعرض اصطلاح التقريب ويريد به اسم الإشارة حين يليه الخبر وحال منصوبة فى مثل «هذا زيد شاعرا» و «هذا الأسد مخوفا» فإنه لم يكن يعرب الجملة على هذا النحو الذى ذكرناه ، أو بعبارة أخرى على نحو ما كان يعربها سيبويه ، بل كان يجعل اسم الإشارة كأنه مشبه لكان إذ يليه ـ مثلها ـ مرفوع ومنصوب ، ويقول إن المنصوب ينصب بخلوه من العامل ، كما نصب خبر كان ، أى لعدم وجود رافع له يرفعه (٣) ، ولعل ذلك ما جعل بعض خالفيه من الكوفيين يجعل هذا من أخوات كان ، وما وراءها اسمها وخبرها ، أما «هذا» فيعرب تقريبا (٤).
وما نتقدم فى قراءة كتابه «معانى القرآن» كثيرا حتى نجده يتحدث عن مصطلح ثان له وضعه هو مصطلح الصّرف ويقصد به النصب فى بابين هما باب الفعل المضارع المنصوب بعد الواو والفاء وأو ، وباب المفعول معه ، إذ يصرف المضارع والمفعول معه عما قبله ، فلا تكون الواو فيهما عاطفة ، بل تكون واو صرف
__________________
(١) الهمع ١ / ٩ وقد يعبر عن الجزم بالبناء لما ذكرناه عنده من قلب ألقاب الإعراب والبناء.
(٢) طبقات النحويين واللغويين للزبيدى ص ١٤٥.
(٣) معانى القرآن ١ / ١٢ وما بعدها.
(٤) الهمع ١ / ١١٣.