ومما وافقه فيه أن لام المستغاث فى مثل «يالزيد» متعلقة بفعل النداء المحذوف مثلها مثل لام المستغاث لأجله فى رأيه (١). وكان يوافق السهيلى فى وجوب التعاند فى معطوفى لا مثل جاءنى رجل لا امرأة (٢). ووافق ابن هشام الخضراوى فى أن لو التى للتمنى فى مثل «لو تأتينى فتحدثنى» لا تحتاج إلى جواب كجواب لو الشرطية (٣). واختار رأى أستاذه الشلوبين فى أن إلا فى قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) بمعنى غير التى يراد بها البدل والعوض (٤).
وابن (٥) أبى الربيع هو عبيد الله بن أحمد الأموى الإشبيلى المتوفى سنة ٦٨٨ هاجر من إشبيلية حين استولى عليها الإسبان إلى سبتة ، وأقرأ بها النحو دهره ، وله شرح على سيبويه وشرح على إيضاح الفارسى وشرح على الجمل للزجاجى فى عشر مجلدات. وكان يذهب إلى أن «ليت» إذا اقترنت بما جاز دخولها على الأفعال ، فيقال «ليتما قام زيد» (٦) ورتّب على ذلك أن مثل «ليتما زيدا أكلمه» زيد فيه منصوب على الاشتغال ، والجمهور يجعل زيدا اسما لليت ، لأن ما لا تلغى عملها (٧). وذهب إلى أن عيونا فى (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) بدل من الأرض (٨) ، كما ذهب إلى أن «لكن» مقترنة بالواو تعطف الجمل بعضها على بعض مثل (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)(٩).
وممن يلقانا من تلاميذ ابن عصفور الصفار (١٠) وهو قاسم بن على ، وله شرح على سيبويه يردّ فيه كثيرا على الشّلوبين ، وكان يذهب إلى جواز عطف الخبر على الإنشاء والعكس مستدلا بمثل قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) عطفا على قوله عزّ شأنه : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ
__________________
(١) المغنى ص ٢٤١.
(٢) الهمع ٢ / ١٣٧.
(٣) المغنى ص ٢٩٥ والهمع ٢ / ٦٦.
(٤) المغنى ص ٧٤ وانظر بعض ضوابطه وتعليلاته فى الأشباه والنظائر للسيوطى ٢ / ٨٠ ، ٢٤٢.
(٥) انظره فى البغية ص ٣١٩.
(٦) المغنى ص ٣١٦.
(٧) المغنى ص ٦٤٦.
(٨) الهمع ١ / ٢٥١.
(٩) المغنى ص ٣٢٤ وانظر له بعض اختيارات وآراء فرعية فى الهمع ١ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، ٢٢٨ ، ٢٣٤ وكذلك فى الأشباه والنظائر ١ / ٢٠٦ ، ٢٤٧ ، ٢٦٢.
(١٠) راجع ترجمته فى بغية الوعاة ص ٣٧٨.