الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)(١). ونلتقى فى نهاية القرن السابع الهجرى بأبى جعفر (٢) أحمد بن إبراهيم بن الزبير المتوفى سنة ٧١٠ يقول السيوطى : «وبه أبقى الله ما بأيدى الطلبة فى الأندلس من العربية» وله تصنيف على كتاب سيبويه. وبه تخرّج أكبر نحوى ظهر فى الأندلس بعد ابن مالك ، وهو أبو حيان وبه نختم حديثنا عن نشاط النحو فى هذا الفردوس العربى المفقود.
أبو حيان (٣)
هو أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطى الأندلسى المتوفى سنة ٧٤٥ تلميذ أبى جعفر بن الزبير وابن الضائع فى النحو. وأكبّ بجانب ذلك على التفسير والحديث والقراءات والتاريخ ، حتى أتقن ذلك كله وبرع فيه. وقد رحل عن موطنه شابّا ، متنقلا فى شمال إفريقية ، إلى أن ألقى عصا ترحاله بالقاهرة سنة ٦٧٩ ولزم بهاء الدين بن النحاس تلميذ ابن مالك وأخذ عنه كتبه. وتنقّل فى بلاد عدة فى الشام والسودان والحجاز ، وعهد إليه بتدريس النحو فى جامع الحاكم بالقاهرة سنة ٧٠٤ كما عهد إليه بتدريس التفسير فى قبة السلطان المنصور سنة ٧١٠ وتولى منصب الإقراء بجامع الأقمر الفاطمى. وكان يقول خير الكتب النحوية المتقدمة كتاب سيبويه وأحسن ما وضعه المتأخرون كتاب التسهيل لابن مالك وكتاب الممتع فى التصريف لابن عصفور. وقد تخرج به جيل من النحاة المصريين أمثال ابن عقيل وابن أم قاسم ، وكان يعنى فى دروسه بكتب النحاة الثلاثة السالفين ، ويتضح ذلك مما أملاه عليها من شروح وفى مقدمتها كتاب سيبويه ، وكتاب الممتع فى التصريف ، وكتاب المقرب فى النحو لابن عصفور. وله ثلاثة
__________________
(١) المغنى ص ٥٣٥ وانظر له بعض توجيهات وآراء فى ص ٥٩ ، ٥٣٨٠ ، ٦٠٠ وفى الهمع ١ / ٤٠ ، ٢ / ١٣٣.
(٢) انظر ترجمته فى بغية الوعاة ص ١٢٦ وراجع تعليلا له فى الأشباه والنظائر ١ / ٢٦٨.
(٣) انظر فى ترجمة أبى حيان بغية الوعاة ص ١٢١ وطبقات الشافعية للسبكى ٦ / ٣١ وطبقات القراء ٢ / ٢٨٥ والدرر الكامنة لابن حجر ٤ / ٣٠٢ ونكت الهميان ص ٢٨٠ وفوات الوفيات ٢ / ٣٥٢ وشذرات الذهب ٦ / ١٤٥ ونفح الطيب (طبعة دوزى) ١ / ٨٢٣ والنجوم الزاهرة ١٠ / ١١٢ والبدر الطالع للشوكانى ٢ / ٢٨٩ وتاريخ الفكر الأندلسى ترجمة حسين مؤنس ص ١٨٧.