أن واو مفعول الزائدة هى المحذوفة من الصيغتين لأن الزائد أولى بالإعلال من الأصلى ، وبذلك يكون وزن الكلمتين عنده «مفعل» و «مفعل» بينما يذهب بعض النحاة الذين خلفوه إلى أن عين صيغة اسم المفعول هى المحذوفة ، وأن وزنهما لذلك «مفول» (١). والمثال الثانى صيغة اسم الفاعل من الفعل الأجوف المهموز مثل جاء من جاء ، وكان يرى أنه حدث فى الصيغة قلب ، إذ قدّمت ياء لفظة جائى على الهمزة ، وذلك أن اسم الفاعل من الفعل الأجوف الثلاثى تقلب عينه همزة مثل سائل ، فلو لم تقدّم الياء لأدى ذلك إلى انقلابها همزة وأن تجتمع همزتان فى كلمة واحدة وهو شىء تكرهه العرب فى لغتها ، ومن أجل ذلك قدّر حدوث قلب فى الصيغة ، فأصبحت : «جايىء» جائى ، وأعدّها ذلك لأن تعلّ إعلال كلمة قاض ، فأصبحت «جاء» ودعم رأيه فى هذا الإعلال والقلب بقياس كلمة جاء على كلمة شاك فى قول طريف بن تميم العنبرى :
فتعرّفونى أننى أنا ذاكم |
|
شاك سلاحى فى الحوادث معلم |
فإنه قدم الكاف على الهمزة فى الصيغة الأصلية لكلمة «شاك» إذ أصلها «شائك» فأصبحت «شاكىء» ثم أعلّها فأصبحت «شاك» ووزنها إذن «فالع» لا فاعل (٢). أما المثال الثالث فكلمة «أشياء» فإنّها جاءت عن العرب ممنوعة من الصرف مع أنها جمع شىء ، وصيغة جمعها وهى أفعال لا تمنع من الصرف ، ومن أجل ذلك ذهب الخليل إلى أنه حدث فيها قلب ، وأنها ليست على وزن أفعال ، كما يتبادر ، فقد جمعت «شيئاء» على وزن فعلاء الممنوع من الصرف مثل خضراء بعلّة ألف التأنيث الممدودة ، والكلمة إذن اسم جمع لا جمع ، وحدث فيها قلب مكانى إذ قدمت الهمزة الأولى التى هى لام الكلمة على فائها ، وبذلك أصبح وزنها «لفعاء» لا فعلاء وظلت ممنوعة من الصرف. واستدلّ الخليل على رأيه بأن الكلمة تجمع على «أشاوى» كما
__________________
(١) الخصائص ٢ / ٦٦ والمنصف شرح تصريف المازنى لابن جنى (طبعة مطبعة مصطفى الحلبى) ١ / ٢٨٧ والأشباه والنظائر للسيوطى (طبعة حيدر آباد) ١ / ٤٠.
(٢) المنصف ٢ / ٥٢ وانظر الكتاب ٢ / ١٢٩ ، ٣٧٨.