له أن يفطر وهو يعلم أن ذلك اليوم من شهر رمضان. ومن رأى هلال شوال وحده فلا يفطر ، لأن الناس يتّهمون من يفطر منهم بأنه ليس مأمونا ، ثم يقول أولئك إذا ظهر أمرهم : قد رأينا الهلال. وإذا لم ير الهلال بسبب كسوف الشمس مثلا ، كما حدث في رمضان عام ١٤٠٤ ه ، وصام بعض الناس ثمانية وعشرين يوما ، بسبب رؤية هلال شوال ، وجب قضاء يوم ، إكمالا لعدة الشهر ، وهو ٢٩ يوما على الأقل.
١٢ ـ اختلاف المطالع : قال الجمهور : إذا رئي الهلال في بلد وجب على أهل البلاد الأخرى الصيام ، سواء قربت البلاد أو بعدت ، توحيدا للصوم بين المسلمين ، ولا عبرة باختلاف المطالع.
وقال الشافعية : إن قرب البلد فالحكم واحد ، وإن بعد فلأهل كل بلد رؤيتهم ، والمسافة بين القريب والبعيد في الأصح لديهم بحسب مسافة القصر (٨٩ كم). ومثل هذا الرأي لم يعد مقبولا.
١٣ ـ لا اعتبار برؤية هلال شوال يوم الثلاثين من رمضان نهارا ، بل هو لليلة التي تأتي ، وهو الصحيح.
١٤ ـ دل قوله تعالى : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ) على الحض على التكبير في آخر رمضان في قول جمهور أهل التأويل ، فهذه الآية دليل على مشروعية التكبير في عيد الفطر. ولفظ التكبير عند مالك وجماعة من العلماء : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ثلاثا. ومن العلماء : من يكبّر ويهلّل ويسبح أثناء التكبير ، ومنهم من يقول : الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وأما وقت التكبير ومدته : فقال أبو حنيفة ومالك : يندب التكبير في عيد الفطر بالخروج من داره إلى المصلى ، فإذا انقضت الصلاة ، انقضى العيد. وقال الشافعي وأحمد : يندب التكبير في أي وقت عقب الصلاة وفي أي زمن من