للقليل والكثير. (وَالْأَقْرَبِينَ) هم الأولاد وأولادهم ثم الإخوة. واليتيم : من فقد والده وهو صغير. والمسكين : من عجز عن كسب ما يكفيه ورضي بالقليل. وابن السبيل : المسافر. (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) إنفاق أو غيره. (فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) يعلمه ويجازي عليه.
سبب النزول :
أخرج ابن جرير الطبري عن ابن جريج قال : سأل المؤمنون رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أين يضعون أموالهم ، فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ؟ قُلْ : ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ).
وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان : أن عمرو بن الجموح سأل النّبي صلىاللهعليهوسلم : ماذا ننفق من أموالنا ، وأين نضعها ، فنزلت.
ويؤيده ما قال ابن عباس في رواية أبي صالح : نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاري ، وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير ، فقال : يا رسول الله ، بماذا أتصدق ، وعلى من أنفق؟ فنزلت هذه الآية.
المناسبة :
ذكر في الآيات السابقة أن حب الدنيا هو سبب الشقاق والخلاف ، وأن المؤمنين بحق هم الذين يتحملون الشدائد في أموالهم وأنفسهم ابتغاء رضوان الله ، فناسب أن يذكر ما يرغب الإنسان في الإنفاق في سبيل الله ، لأن الكسب والإنفاق يتطلبان الصبر والسماحة ، وبذل المال كبذل النفس ، كلاهما من آيات الإيمان.
هذا مع العلم بأنه لا حاجة إلى التناسب بين كل آية وما يتصل بها ، لا سيما إذا كانت الأحكام المسرودة أجوبة لأسئلة وردت ، أو كان من شأنها أن ترد ، وذلك للحاجة إلى معرفة حكمها كهذه الآية ، والسؤال عنها وقع بالفعل (١) ، كما ذكرنا في سبب النزول.
__________________
(١) تفسير المنار : ٢ / ٢٤٤