امرأته ما شاء أن يطلق ، وهي امرأته إذا ارتجعها ، وهي في العدة ، وإن طلقها مائة مرة وأكثر ، حتى قال رجل لامرأته : والله لا أطلقك ، فتبيني مني ، ولا آويك أبدا ، قالت : وكيف ذلك؟ قال : أطلقك ، فكلما همت عدتك أن تنقضي ، راجعتك ، فذهبت المرأة ، وأخبرت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسكت حتى نزل القرآن : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ ، فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ).
وقوله تعالى : (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ ...) الآية : أخرج أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن ابن عباس قال : كان الرجل يأكل من امرأته نحلة ـ عطاءه ـ الذي نحلها وغيره ، لا يرى أن عليه جناحا ، فأنزل الله : (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً).
وقوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما ...) الآية : أخرج ابن جرير الطبري عن ابن جريج قال : نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس وفي حبيبة ، وكانت اشتكته إلى رسول اللهصلىاللهعليهوسلم فقال : أتردين عليه حديقته؟ قالت : نعم ، فدعاه ، فذكر ذلك له ، قال : وتطيب لي بذلك؟ قال : نعم ، قال : قد فعلت ، فنزلت : (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ ، فَإِنْ خِفْتُمْ ...) الآية.
وروى البخاري وابن ماجه والنسائي عن ابن عباس أن جميلة أخت عبد الله بن أبيّ بن سلول زوج ثابت بن قيس أتت النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله ، ثابت بن قيس ، ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكن لا أطيقه بغضا ، وأكره الكفر في الإسلام (١) ، قال : أتردين عليه حديقته (٢)؟ قالت: نعم ، قال : اقبل الحديقة وطلقها تطليقة».
__________________
(١) تريد كفران نعمة العشير وخيانته.
(٢) وكان قد أصدقها إياها.