(فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) شرعا كالتزين وترك الإحداد وقطع النفقة عنها. (وَاللهُ عَزِيزٌ) في ملكه. (حَكِيمٌ) في صنعه.
سبب النزول :
نزول الآية (٢٤٠):
أخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره عن مقاتل بن حيان : أنّ رجلا من أهل الطائف قدم المدينة ، وله أولاد ورجال ونساء ، ومعه أبواه وامرأته ، فمات بالمدينة ، فرفع ذلك إلى النّبيصلىاللهعليهوسلم ، فأعطى الوالدين ، وأعطى أولاده بالمعروف ، ولم يعط امرأته شيئا ، غير أنهم أمروا أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول ، وفيه نزلت : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ، وَيَذَرُونَ أَزْواجاً) الآية (١).
نزول الآية (٢٤١):
أخرج ابن جرير الطبري عن ابن زيد قال : لما نزلت : (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ ، وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ، مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) [البقرة ٢ / ٢٣٦] قال رجل : إن أحسنت فعلت ، وإن لم أرد ذلك لم أفعل ، فأنزل الله : (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ، حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ).
المناسبة :
هذه الآيات تتمة ما في السورة من أحكام الزواج ، وتوسطت بينها آية الأمر بالمحافظة على الصلاة ، لأنها عماد الدين ، للعناية بها ، فمن حافظ على الصلوات ، كان جديرا بالوقوف عند حدود الله تعالى والعمل بشريعته ، كما قال الله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) [البقرة ٢ / ٤٥] وقد سبق بيان ذلك.
__________________
(١) أسباب النزول للنيسابوري : ص ٤٤ ـ ٤٥