المنزلة على الأنبياء السابقين : يتطلب الإيمان بجميعها دون تفرقة ، ويقتضي امتثال ما فيها من أوامر ، واجتناب ما جاءت به من نواه. ويستدعي التزام كل ما تضمنه القرآن الكريم ، لأنه جاء مصدقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليها.
والإيمان بالأنبياء جميعهم دون تفرقة بين نبي وآخر : يستلزم الاهتداء بهديهم ، والاقتداء بسيرتهم وأخلاقهم ، والتأسي بهم فيما أمروا به أو نهوا عنه.
والإيمان الصحيح لا بد من أن يقترن بالعمل الصالح الذي يهذب النفس ، ويصحح العلاقات الاجتماعية ، ويجعلها قائمة على أساس متين من المحبة ، والألفة ، والمودة ، والوحدة ، والتعاون أو التضامن والتكافل الاجتماعي ، ويتمثل ذلك فيما يأتي :
إعطاء المال مع حبه للأصناف الآتية أصحاب الحاجات ، رحمة بهم ، وشفقة عليهم ، وعونا للأخذ بأيديهم نحو حياة عزيزة كريمة تعتمد على الثقة بالنفس ، والعمل عند القدرة ، والإنقاذ وقت الشدة والمحنة.
وهم ذوو القربى المحتاجون ، فهم أحق الناس بالبر ، بسبب رابطة الدم ، والإحساس بأحوالهم ، والتأثر بأوضاعهم عن قرب ، ولأن سعادة الإنسان الحقة لا تتم إلا بإشاعة السعادة لمن حوله ، وتكون صلتهم محققة لهدفين : صلة الرحم وثواب الصدقة ، قال النبيصلىاللهعليهوسلم : «صدقتك على المسلمين صدقة ، وعلى ذي رحمك اثنتان». وقد رتب النّبيصلىاللهعليهوسلم للمسلم طريق الإنفاق بحسب درجة القرابة ، فقال : «ابدأ بنفسك ، ثم بمن تعول».
واليتامى : وهم الذين فقدوا آباءهم ولا عائل لهم ، هم في حاجة شديدة للعون المادي للتغلب على قسوة الحياة المعيشية ، ولمساعدتهم في شق طريق حياة المستقبل أمامهم ، إما بالتعلم ، وإما بالحرفة أو المهنة الصناعية ، وإما بغير ذلك ، حتى لا تفسد تربيتهم ، فيصبحوا ضررا على أنفسهم وعلى المجتمع.