فكلام الكليني رضوان الله تعالى عليه صريح في أنه لا يعتقد مضمون أي رواية صحيحة في نظره إلاّ بعد عرضها على كتاب الله عزّ وجلّ ، فيدل هذا على اعتقاده عدم تحريف القرآن ، وإلا لما أعطى للقرآن القوامة على الروايات ، ويدل أيضا على رأية في وجوب طرح الروايات التي تعارض القرآن وتقول بتحريفه.
فاتضح أن من الظلم نسبة تحريف القرآن للكليني رضوان الله تعالى عليه ، مع أن روايته لا تدل على تحريف القرآن كما بينا ذلك ، وقد وضعها في باب النوادر أي شواذ الأخبار التي لا يعبأ بها ، ناهيك عن أنها تخالف كتاب الله عزّ وجلّ وقد قال الكليني رضوان الله تعالى عليه : أن ما خالف كتاب الله يرد ولا يؤخد به.
٥ ـ الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه كبقية الشيعة يقول بتحريف التنزيل والوحي المفسر للقرآن فلو سلمنا اعتماده على الرواية لوجب وضعها في خانة تحريف الوحي والتنزيل جمعا بين اعتقاد الصدوق عدم تحريف القرآن وقوله في اعتقاداته :
بل نقول أنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن ، ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغه مقدار سبع عشرة ألف آية ، وقال : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم سبعة عشر ألف آية (١).
__________________
(١) أصول الكافي٢ : ٢٩٥كتاب فضل القرآن في النوادر ، أقول : هذه الرواية كانت ومازالت محل لغط الوهابية وهرجهم ، وقد أشرنا إليها فيما سبق ، حيث بينا أن بعضا من الوهابية توسل