وموقوف هؤلاء من الأحرف السبعة أسلم مما أقحم به علماء السلف (١) أنفسهم وكذا أغلب المعاصرين بتجويز إبدال آيات الله بغير كلماتها تعويلا على الظن ، ونسبوا للدين تغيير كلمات القرآن رأسا على عقب بلا دليل واضح تركن إليه النفس.
سيرا مع الجمهور:
ونغض الطرف عن تدافع الآراء ونسير مع رأي الجمهور من علمائهم ومع ما اتفق عليه البخاري ومسلم من كون معناها هو جواز تبديل الكلمات بمترادفها وتحسين قراءة الجميع بدعوى أن القرآن نزل على سبعة أحرف كلهل شاف كاف.
وقد قال البعض مدللا رأي الجمهور أنه لو قصرنا النظر على الأدلة فإن الروايات دالة على هذا المعنى ، فهناك روايات مجملة وأخرى مبينة ، والقسم المجمل منها لم تبين لنا تفاصيل اختلاف الصحابة في القراءات لنتمكن من الوقوف على ما جوز قراءته الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم ، وعليه فهذه الروايات لا تساعد على تعيين معنى الأحرف السبعة ، فإن غاية ما يستفاد منها وجود اختلاف وإنكار بين الصحابة لقراءة بعضهم البعض ولا تبين ماهية هذا الاختلاف بتوضيح موارده أو كيفيته ، وأما القسم
__________________
(١) سيأتي بيانها بإذنه تعالى.