ويتخلص من آيات قرآنية تقدر بستة أضعاف قرآننا الفعلي والتي كانت موجودة في المصحف الذي جمع في زمن أبي بكر ، وكان من الصحابة من رفض تسليم مصحفه حتى تضيع تلك الآيات ، وراح يطعن في نزاهة الجمع والجامعين ، وأنكر إحراق المصاحف ، وحذف قرآن كثير أنزله الله عزوجل.
اعتراف علماء أهل السنة بإحراق عثمان لستة أضعاف القرآن :
قال ابن جرير الطبري ، قريب العهد من تلك الوقائع : والآثار الدالة على أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله عليه جمع المسلمين نظرا منه لهم (١) ، وإشفاقا منه عليهم ، ورأفة منه بهم ، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام ، والدخول في الكفر بعد الإيمان ، إذ ظهر من بعضهم ـ بحضرته وفي عصره ـ التكذيب ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن ، مع سماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم النهي عن التكذيب بشيء منها ، وإخباره إياهم أن المراء فيها كفر ، فحملهم رحمة الله عليه إذ رأى ذلك المراء بينهم في عصره ، وبجداثة عهدهم بنزول القرآن ، وفراق رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم اياهم بما آمن عليهم معه عظيم البلاء في الدين من تلاوة القرآن على حرف واحد ، وجمعهم على مصحف واحد ، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه ، وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف المصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه ، فاستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية ،
__________________
(١) ابتأ بالأسلوب الشاعري ، فلاحظ!