١ ـ تضارب الروايات التي تحكي جمعهم الأول
ذكر السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه في كتابه البيان بعض الروايات المتعارضة في حكاية ذلك الجمع ، وسنذكر هنا خلاصة ما توصل إليه رضوان الله تعالى عليه ومن أراد التقصيل فليراجع :
وقد خلص إلى تناقضها في تعيين العهد الذي جمع فيه القرآن مترددا بين عهود أبي بكر، عمر عثمان ، ومن هو المتصدي لذلك؟ هل هو أبو بكر، أو عمر ، أو زيد بن ثابت؟ وهل بقي من الآيات ما لم يدون إلى زمن عثمان؟(١) ومن الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن؟ ومتى ألحقت بعض الآيات في القرآن؟ وبماذا ثبت ذلك؟ وهل يكفي ذلك لتواتر القرآن؟ (٣)
٢ ـ اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بجمع القرآن
الروايات التي تعرض جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تبين لنا مدى اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم وحثه الشديد للصحابة ليتكابوا على تدوين القرآن وترتيبه وتنسيق آياته ، فهاك نبذة منها : حدثني سعيد بن سليمان أخبره عن أبيه سليمان بن زيد عن زيد بن
__________________
(١) هذا اعتراض قد بينا جوابه فيما سبق من أن قرآن الدولة لم يتم جمعه لا في زمن أبي بكر ولا في زمن عمر ، لذلك صار لكل من أبي بكر وعمر جمع ، وأما جمع عثمان فهو الجمع الثاني له ، وكلام السيد رضوان الله تعالى عليه يرد على أهل السنة الذين يرون أن المصحف جمع بتمامه في زمن أبي بكر مع أن الروايات تذكر أنه بقي إلى زمن عمر ، وأما على ما بيناه فلا يرد.
(٢) تاريخ القرآن : ٦٦ ـ ٦٧ ، د. الصغير ط. دار المؤرخ العربي.