النبي صلى الله عليه وآله وسلم وألبسوا على المسلمين أن نبيكم ـ والعياذ بالله ـ يختلق الكلام ويخترعه من عند نفسه لأنه يقرأ المقطع الواحد بأشكال متعددة وفي كل يوم يقرؤه بشكل مختلف عما قرأه بلأمس! فلو كان من عند الله عزوجل لالتزام بنصه ولاتبع أمر مولاه الذي يوحي اليه لا أن ينساه فيغيره كل مرة!
وعدم نقل التاريخ شيئا من هذا القبيل يدل على أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كان في غاية الحرص على التزام نص واحد ، حتى لا يتسرب الشك والريب إلى القرآن الكريم ، وهو كتاب الخاتم الذي لا كتاب سماوي بعده ، وعلى أقل تقدير يجب أن يتواتر إلينا خبر هذه الأحرف السبعة ولو من جهة الكفار والمشركين والمنافقين على كثرتهم بغية نقض الإسلام بأن قرآن المسلمين مخترع من مخيلة النبى صلى الله عليه وآله وسلم والعياذ بالله.
٦ ـ واقع المسلمين يكذب روايات الأحرف السبعة
ذكرت الروايات أن علة تشريع تلك الأحرف هي رحمة الله عزوجل بأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنها لا تطيق قراءة القرآن على حرف واحد ، ولكن الواقع كذب هذه الدعوى إذ إن اختلاف الأمة في القراءة أصبح نقمة في زمن عثمان ـ وسياتي بيانه بإذنه تعالى ـ حتى كفر الناس بعضهم بعضا هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أن الأمة اليوم كلها مجمعة على حرف واحد ومطيقة لذلك ، مع أنها الآن أحوج ما تكون لتلك الأحرف بدخول كثير من غير العرب في الدين الإسلامي وطغيان اللهجات البعيدة عن فصيح العربية ، فمن نكذب : الروايات أم الواقع؟